يومان من الهُدنة: مؤشرات سلبية متزايدة من جانب العدو
المسيرة | خاص
برزت المزيدُ من المؤشرات السلبية بخصوصِ وَفاءِ تحالف العدوان بالتزاماته مع دخول الهُدنة يومَها الثاني، حَيثُ أبلغت مصادرُ ميدانيةٌ بخروقات ارتكبتها قوات العدوّ في عدة جبهات، وبالرغم من وصول أول سفينة وقود محتجزة إلى ميناء الحديدة، لا زالت بقية السفن محتجَزة بدون أي مبرّر في الوقت الذي تستمر فيه معاناة اليمنيين، الأمر الذي يعبر عن تلكؤ متعمد يحتم على الأمم المتحدة الضغط للإفراج عن بقية السفن ووقف الخروقات الميدانية لإنجاح الهُدنة.
وقالت وكالة سبأ الرسمية للأنباء، أمس الأحد، إنه تم تسجيل 86 خرقًا لقوى العدوان في محافظة الحديدة خلال 24 ساعة.
وأفَاد مصدر في غرفة ضباط الارتباط بأن هذه الخروقات تضمنت استحداثَ تحصينات قتالية، وتحليق 8 طائرات تجسسية وقصفًا صاروخيًّا ومدفعيًّا وبمختلف الأعيرة النارية.
وأكّـدت مصادر ميدانية أن قوات العدوّ لم تلتزم بالهُدنة في جبهات نجران وجيزان ومأرب والجوف، وقامت بقصف مواقع الجيش واللجان الشعبيّة بعددٍ من قذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، بالتوازي مع تحليق مكثّـف لطيران الاستطلاع المعادي شمل محافظات وجبهات أُخرى.
وتم تسجيلُ أكثر من 30 خرقًا لقوى العدوان خلال اليوم الأول من الهُدنة.
وتشير هذه الخروقاتُ إلى غياب نوايا الوفاء بالتزامات الهُدنة لدى تحالف العدوان، وهو ما يعني أنه يحاول استغلال الهُدنة لكسب الوقت والالتفاف على متطلبات السلام، الأمر الذي لن يكون غريبًا بالنظر إلى تجارب السنوات السابقة.
إلى ذلك، أعلنت شركة النفط اليمنية، أمس، وصول سفينة وقود واحدة، إلى ميناء الحديدة بعد احتجازها لمدة 88 يوماً من قبل تحالف العدوان.
وأوضح الناطق باسم الشركة، عصام المتوكل، أن السفينة “سيبلاندر سافير” تحمل على متنها مادة “المازوت” فيما لا تزال ثلاث سفن بنزين إسعافية محتجزة لدى تحالف العدوان.
ويمثل ذلك مؤشرًا إضافيًّا وواضحًا على تلكؤ تحالف العدوان وعدم رغبته في التخفيف من حِدَّةِ الأزمة التي تمثل بنودُ الهُدنة اعترافًا واضحًا بأنه مهندسُها والمسؤولُ عنها.
وطالبت شركة النفط المبعوث الأممي تحمل مسؤوليته والعمل على إطلاق بقية السفن المحتجزة بدون أي مبرّر، للتخفيف من الأزمة التي تعتبر الأسوأَ منذ بداية العدوان.
كُلُّ هذه المؤشرات السلبية المبكرة ترجّحُ احتمالاتِ أن يختارَ تحالُفُ العدوان طريقَ المراوغة كما جرت العادة، وهو ما يبدو أن صنعاء تقرأه بوضوح، حَيثُ صرح نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، أمس، بأن على تحالف العدوان “احترام التزاماته وفق الهُدنة المعلنة؛ لأَنَّه ليس من المنطقي أن تلتزم صنعاء فقط وبشكل أُحادي”، وَأَضَـافَ.. “هذا غير مقبول”.
وأكّـد العزي أن “التزام كُـلّ طرف يتوقف على التزام نظيره”، مطالبًا المبعوث الأممي بـ”حث تحالف العدوان على المزيد من الانضباط إلا إذَا كان يريد التراجع عن التزامه كماهي عادته فلا مانع”.
وعلّق العزي على جريمة العدوّ السعوديّ التي استشهد إثرها ثلاثة مواطنين في محافظة صعدة، أمس، مطالبًا تحالف العدوان بالاعتذار وإعلان محاسبة القتلة.
وأضاف: “لسنا على استعداد للمشاركة في غِشِّ المواطن اليمني وإيهامه بأنه في هُدنة وأمانٍ من صواريخ ومدافع التحالف فيما يتعامل الأخير مع الهُدنة على هذا النحو”.
وسبق أن انقلب تحالفُ العدوان على تفاهمات واتّفاقات، وعلى رأسها اتّفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة، حَيثُ رفض تنفيذ أي من بنوده.
كما سبق أن اعتمدت الولاياتُ المتحدة والنظام السعوديّ على استراتيجية “السلام الدعائي” للمراوغة والتحايل على شروط السلام الفعلي، والتهرب من عواقب وتداعيات استمرار العدوان والحصار، غير أن مراقبين يؤكّـدون أن مخاطرةَ تحالف العدوان بالانقلاب على الهُدنة الأخيرة والمماطلة في تنفيذ التزاماته فيها قد تكلّفه أكثرَ مما يتوقع.