أهميّةُ التقوى في استحقاق الرعاية الإلهية حال المواجهة مع أعداء الأُمَّــة .. بقلم/ علي المؤيد
تطرّق السيدُ القائدُ إلى حقائق المعونة الربانية في مواجهة العدوان والحصار، وذلك في سياق حديثِه عن أهميّة التقوى؛ باعتبَارها ثمرةَ الإيمَـان الواعي وضرورةً لازمةً لاستحقاق العون الإلهي.
وبقراءةٍ سريعةٍ للتحولات الميدانية ولقائمة طويلة من المؤامرات والمخطّطات العدوانية على جميع المستويات خلالَ 7 أعوام من الحرب الغاشمة على الشعب اليمني يمكنُ الوقوفُ على حجم العناية الربانية والرعاية الإلهية وما منح الله هذا الشعب من جزيل التوفيق ووافر التيسير، وهو ما تجلى بوضوح في إفشال الآلاف من الزحوف العسكرية والمكائد الميدانية والداخلية والحملات التضليلية والتحريضية وانكسار الطموحات العبرانية والأعرابية، ولم يتحقّق كُـلّ ذلك إلَّا باستشعار الأحرار لأهميّة التقوى في الارتقاء الشامل والتهيئة لاستحقاق معونة الله وتأييده وتدخله الحكيم لتحقيق انفراجات غير متوقعة وتهيئة آليات متعددة للدفع نحو تحقيق مقتضيات القيام بواجبات المسؤولية الجماعية للانطلاق في سبيل الله لإعلاء كلمة الله والدفاع عن حرية واستقلال وكرامة اليمانيين.
وفي هذا السياق يمكن استحضار مجموعة من تفاصيل بعض النماذج والمفردات الواقعية المرتبطة بالعون الرباني وأهمها التطويرُ النوعي في الصناعات والقدرات العسكرية وانقلاب خارطة التفوق الميداني وسقوط الكثير من أوراق الضغط العسكري الاستراتيجية كـ نهم وكتاف وعدد من مديريات محافظة البيضاء والضالع ومحافظة الجوف وغالبية مديريات محافظة مأرب مع انسحاب شبه كلي لقوى الارتزاق من مواقعهم المؤثِّرة في مدينة الحديدة وعددٍ من مديريات جنوب محافظة الحديدة، فضلاً عن فشل كبير وسريع للكثير من المؤامرات والفتن الداخلية في المناطق الحرة طوال سنوات العدوان كما حدث في عتمة والعدين وحجور وردمان وعدد من أحياء العاصمة وبعض المدن خلال فتنة ميليشيا الخيانة في ديسمبر 2017م، إضافة إلى مخطّطاتِ الحرب الاقتصادية التي باءت بالفشل عُمُـومًا بفضل الله وعونه وتوفيقه، بل وارتدت بآثارها السلبية على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى الحصار والعدوان، ومنها ما يخص استهدافه للعملة والقوة الشرائية ومنع دخول العديد من السلع الأَسَاسية، وغير ذلك من فصول الحرب الاقتصادية والتي تضرر منها المواطن في جميع المناطق اليمنية إلا أن حجمَ الضرر الذي لحق بالمواطنين في المناطق المحتلّة يفوق بكثيرٍ الأذى الذي أصاب المواطنين في المناطق الحرة.
وعلى كُـلّ حال يكفي لاستحضار مستوى التأييد والعون الإلهي النظر في مجريات المعركة واضطرار العدوّ إلى الموافقة على هُدنة تشملُ في بنودها شيئاً من التخفيف من وطأة الحصار ومنع وصول سفن المشتقات النفطية، وهو الأمرُ الذي كان يراد به خَنْق المواطنين إلى حَــدٍّ كارثي بالغ الضرر، لكن العونَ الإلهي حالَ دون ذلك برحمته وفضله فهو من هيَّأ للمؤمنين إمْكَانياتِ الردع الكبير، حَيثُ إن من المعلوم أن ذلك الاتّفاق لم يتأتَّ إلا بعد سلسلة من الضربات المسدَّدة التي أصابت عدداً من المنشآت النفطية في العمق السعوديّ بأضرارٍ غير مسبوقة.. ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.