الشعب اليمني.. 7 أعوام صبر ونصر (1ــ 2) بقلم/ نوال أحمد
ونحن نحيي ذكرى الصمود السابعة الذي يسجله هذا الشعب الأبي الصابر والمجاهد الذي توكل واعتمد على الله تعالى، وبكل إيمَان وثقة بالله ثبت وصمد أمام هذا العدوان الظالم والحصار الجائر المُستمرّ على امتداد سبعة أعوام خلت، ودخول الشعب اليمني في عام ثامن من الصمود والتصدي والتحدي والمواجهة والإرادَة، ونحن مع شعبنا العظيم نقتحم عاماً ثامناً من الصمود ويمننا وشعبنا في موقع متقدم بفضل الله، نأتي اليوم لنستذكر كيف كان النظام السعوديّ في بداياته الأولى عندما شن حربه وعدوانه على اليمن وشعبه العظيم، فسبع سنوات من الصمود والتصدي للعدوان الظالم والتي حملت في طياتها الكثير والكثير من الدروس والعِبر والعظات.
بدأ العدوان السعوديّ الأمريكي الغادر على اليمن ليلاً مستهدفاً بغاراته الليلية منازل المواطنين في منطقة بني حوات؛ ليسفر صباح يوم السادس والعشرين من مارس 2015 كاشفاً لنا عن أولى مجازره الوحشية التي كان ضحاياها بالعشرات أغلبهم نساء وأطفال قتلتهم غارات حقد سعوديّة أمريكية وهم نيام داخل منازلهم، وتلى هذه المجزرة مئات بل الآلاف من المجازر الوحشية والفظيعة التي ارتكبها العدوان بحق هذا الشعب.
في الأيّام وَالأشهر الأولى من عدوانه وقد كان في قمة كبره وغطرسته وَظلمه وَغروره وبضوء أخضر أمريكي وغطاء أممي وصمت للمجتمع الدولي يمارس النظام السعوديّ عدوانه وينفذ جرائمه اليومية التي لا حصر لها بحق هذا الشعب الأبي المظلوم، حَيثُ كاد لا يمر يوم على اليمنيين من دون أن يرتكب العدوان فيه مجزرة أَو اثنتين يكون ضحاياها من المدنيين الأبرياء وأغلبهم أطفال ونساء الذين ليس لهم ذنب إلا أنهم من شعب أراد الحرية والاستقلال ورفض العيش تحت الوصاية والهيمنة الخارجية وقال لا للذل ولا للاستسلام.
سبع سنوات والقصف مُستمرّ والغارات لم تتوقف، ودماء اليمنيين تُسفك وأجسادهم تحرق وتمزق بآلة القتل والإجرام السعوأمريكية، قتلوا هذا الشعب المؤمن الكريم واستباحوا دماء كباره وصغاره، نسائه وأطفاله الذين قُتلوا في الليل والنهار في منازلهم وهم نيام، وقُتلوا في الأسواق، وفي الطرقات، قُتلوا في المدارس والمساجد، قتلوا وهم في مزارعهم وفي المصانع والمرافق الحكومية وفي دار المكفوفين، قُتلوا في المحطات وفي المستشفيات، قُتلوا في مجالس الحزن وَالعزاء، قُتلوا في الأعراس، قُتلوا وهم مسافرون بالسيارات، وفي الحافلات أثناء الرحلات، قُتلوا بالغارات حتى وهم في السجون، قُتل أبناء هذا الشعب وهم في قبضة العدوّ تحت الأسر، استُهدِف هذا الشعب في كُـلّ مكان وفي كُـلّ موضع، حتى الأجِنّة في بطون أُمهاتهم لم يسلموا من القتل والاستهداف اغتالتهم طائرات العدوان قبل أن ترى أعينهم نور الحياة، لم يستثن هذا العدوان شيئاً في هذا البلد إلا وأتى عليه سبع سنوات وهو يستبيح دماء هذا الشعب العزيز المظلوم الصابر.
سبع سنوات وهذا البلد محاصر من جميع الجهات برًّا وجوًّا وبحرًّا، سبع سنوات والشعب اليمني يفتقر لأبسط الخدمات ويعاني من أشد الأزمات في ظل هذا العدوان والحصار، أغلقوا في وجهه جميع الأبواب وَالمنافذ أغلقوا أمامه المطارات والموانئ وكلّ المنافذ البرية والبحرية والجوية، منعوا عنه الغذاء والدواء وكلّ متطلبات الحياة، قتلوه قصفاً، وقتلوه حصاراً، وجوعاً ومرضاً ووجعاً وألماً، سبع سنوات والشعب اليمني يُذبح من الوريد إلى الوريد ويعاني من مظلومية كبيرة قل أن تجد لها في هذا الزمن مثيل، في عالم يسوده النفاق ويحكمه “البترودولار” الذي؛ بسَببِه تجمدت الضمائر عالم غابت فيه الإنسانية، الذين باتوا يكيلون اليوم بألف كيل ومكيال.