أموالُ المانحين في أيادٍ خفية .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
على مدى السبع السنوات المنصرمة لم يشهد المواطنُ اليمني أيَّ دور ملموس للأمم المتحدة ومنظماتها في المجال الإنساني باستثناء بعض الأنشطة الخفيفة التي لا تنسجم مع المبالغ المهولة المقدمة من المانحين، ما يؤكّـد قطعاً تورط تلك المؤسّسات الأممية في ممارسة الفساد والعبث المالي داخل هذا البلد الذي وصل سكانه إلى مرحلة ما بعد خط الفقر؛ بسَببِ استمرار العدوان والحصار.
وبالرغم أن الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في المجال الإنساني والإغاثي ظلت طوال السنوات الماضية تطلق المئات من التحذيرات بشأن مخاطر المجاعة في اليمن طلباً لتمويل برامجها، إلا أنها كانت تتعمد إغلاق نحو نصف تلك البرامج والأنشطة الإنسانية كورقة ضغط وابتزاز للحصول على التمويل، الذي قارب في عام واحد فقط من أعوام العدوان السبعة نحو ملياري دولار، أكثر من نصفها تصُبُّ في جيوب العاملين في تلك المنظمات كنفقات تشغيلية ونثريات من مرتبات عالية، ونفقات تنقل باهظة، ونفقات إيجارات فنادق وخلافه، وربع النصف المتبقي يصب في جيوب لصوص حكومة الفنادق ومنظمات الفيد المحلية، بينما لا يصل إلى بطون جياع اليمن سوى الفتات.
وبما أنه لا بواكيَ لجياع اليمن.. فقد كانت التحذيرات المُستمرّة للأمم المتحدة بشأن المجاعة في هذا البلد، مصدراً للكسب غير المشروع وإثراء الكثيرين من المسئولين الأمميين في اليمن، بعد أن ظلت المنظمات تنهب أموال المانحين بطرق ملتوية تحت العديد من اليافطات والمسميات التي تستعطف الدول المانحة وتدفعهم للتحَرّك باتّجاه إنقاذ اليمنيين من خطر الجوع والفقر وسوء التغذية والأمراض الوبائية وغيرها.
أيادٍ خفيةٌ تحت غطاء الإنسانية كانت طيلة سنوات سبباً في معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني سواء من خلال نهب المساعدات الدولية المقدمة من المانحين وحرمان المحتاجين والنازحين والمتضررين منها، أَو من خلال الصمت المخزي والمذل لهذه المؤسّسات الأممية التي كانت شريكة في قتل وتجويع اليمنيين بعد أن التزمت الصمت والتغاضي والتجاهل عما يدور داخل هذه البلد الذي يتعرض لحرب كونية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية وبواكي العالم والأمم والمتحدة على الأخيرة يكشف نفاق المجتمع الدولي وزيف ادِّعاءاتهم بشأن حقوق الإنسان وغيرها من القوانين والأنظمة الكاذبة التي دفنت في اليمن.