الإنفاقُ من أهم صفات المؤمنين .. بقلم/ محمد الضوراني
الإنفاق في سبيل الله صفة مهمة من صفات المؤمنين، لن يكون الإنسان كاملَ الإيمَان إلَّا إذَا كان يحمل صفات الإيمَان التي ذكرها الله في القرآن ومن هذه الصفات المهمة الإنفاق في سبيل الله، العطاء بالمال وعدم البخل وقبض اليد عن الإنفاق في سبيل الله.
الإنفاق في سبيل الله مهم جِـدًّا في أن ينال الإنسان المؤمن الخير في الدنيا قبل الآخرة، عند الموت يتمنى الإنسان وأنه أنفق كُـلّ ماله في سبيل الله ولم يبخل ولم يمسك يده عن الخير والعطاء في سبيل الله تعالى.
“وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى” ينال في حياته من بخل العسر وفي الآخرة الشقاء والضيق والعذاب الشديد، الإنفاق في سبيل الله مهم جِـدًّا لتوحد المجتمع المؤمن ولكي يكون المجتمع أكثر قوة وأكثر تماسكاً وأكثر تكافلاً وتراحماً، إذَا كان المجتمع المؤمن بهذا الشكل يفشل كُـلّ الأعداء المتربصين به الذين يريدون إضعافه من الداخل بحيث يصبح مجتمعاً متفرقاً متمزقاً لا يحمل أية مقومات القوة والعزة والتمكين.
الله عز وجل لا يأتي منه إلَّا ما هو خير للمؤمنين وتوجيهات الله تعتبر طريقاً نسير عليه ونتمسك به ونهتدي به في هذه الحياة، فالله توجيهاته هي رحمة لنا، هي تعتبر الحَـلّ لكل مشاكلنا، إذَا تحَرّكنا بها في هذه الحياة وعدنا الله بالنصر والتمكين والتأييد الإلهي بل والجنة التي وعد الله بها من سار بهدي الله في واقع الحياة.
لذلك الإنفاق وبالأخص في هذه الظروف من حصار وعدوان يعتبر مهماً جِـدًّا في التخفيف من معاناة الفقراء والمساكين وكلما كان المجتمع أكثر تعاوناً وتراحماً وعطاء، يجعلنا أكثر قوة وأكثر منعة أمام كُـلّ الأخطار والمؤامرات من أعداء الله لحصارنا وتجويعنا، نستعين بالله ونثق بالله ونعي توجيهات الله ونتحَرّك بها في واقع الحياة، من خلال التعاون فيما بيننا والتراحم فيما بيننا في أسرنا نتراحم ونتعاون في حاراتنا نتعاون فيما بيننا في مؤسّساتنا نكون متعاونين على الخير نحمل الرحمة وفي كُـلّ مواقع المسؤولية نتعاون ونتراحم ونتكاتف.
ما يجعل الإنسان لا يحمل الإيمَان هو البخل هو عدم الإنفاق هو حب الذات والمصلحة الشخصية هو الذي يوصل الإنسان للخسارة الكبيرة والأبدية، الذي يحمل هذه الصفات ليس من المؤمنين حقاً، مثل هؤلاء يخسرون رعاية الله لهم وتوفيق الله ويخسرون الجنة التي وعد الله بها المتقين المنفقين الصادقين، فهل هؤلاء الذين يحملون البخل يعتبرون أذكياء وأنهم حافظوا على أموالهم بل وزادت أموالهم وغيرها، أمثال هؤلاء خسروا أنفسهم وخسروا رعاية الله لهم وخسروا أموالهم التي جمعوها وأمام الله سوف يحاسبون ماذا عملوا بها وأصبحت وبالاً عليهم.
الإنفاق نعمة كبيرة من الله للمؤمنين تجعلهم يحملون زكاء النفس وطهارة القلب وصلاح العمل ويرعاهم الله في الدنيا ويرعاهم الله في الآخرة ورعاية الله كبيرة جِـدًّا، لو يقدم الإنسان ما يقدم فَإنَّها لا تساوي شيئاً أمام ما أعده الله للمؤمنين الصادقين.
لذلك لا بُـدَّ أن نسير في هذه الحياة حسب توجيهات الله ونتمسك بهدي الله ولا ننحرف عنها ونستقيم لله والله من يعطينا البركات والخير من الله ويفتح لنا بركات السماوات والأرض بدون حساب والاستقامة شرط أَسَاسي لنيل الرعاية من الله، لنستقيم على هذه المسيرة القرآنية العظيمة ونبتعد عن أي انحراف يأتينا من خارج كتاب الله.