لا جدوى من الحوار مع مرتزقة .. بقلم د/ مهيوب الحسام
للعام الثامن ونحن كشعب يمني نواجهُ عدواناً حقيقيًّا ونقاتلُه في كُـلّ الجبهات وعلى كافة الصُّعُد ولا نقاتل ظلَّه؛ لأَنَّنا نعي وندرك جيِّدًا أنه عندما سيرحل العدوان سيرحل ظله معه ولو كان الحوار مع المرتزِقة ذا جدوى أَو فيه خير ومصلحة وطنية للشعب اليمني فقد كانوا في حالة حوار سياسي شامل مع الأطراف الوطنية في الداخل اليمني وفي العاصمة اليمنية صنعاء في فندق موفمبيك تحديداً واستمر الحوار إلى حين إعلان العدوان على الشعب اليمني من واشنطن في ليلة 26 مارس 2015م والذي لم يك يعلم به أحدٌ سواهم ولكنهم فضّلوا الارتزاقَ والتبعية للعدوان والارتماء في أحضانه على مصلحة شعبهم ووطنهم.
أضف لذلك أنهم ذهبوا إلى العدوان مختارين طائعين ليشاركوه عدوانه على شعبهم وقتله وغزوه واحتلال أراضيه وللعام الثامن وهم أكثر عداءً لهذا الشعب من العدوان نفسه أصيله وأدواته، ولم يقف عداؤهم عند شراكتهم في قتل الشعب وغزوه واحتلال أراضيه وتدمير مقدراته ونهب ثرواته وحصاره وتجويعه، بل ذهبوا ليطبعوا مع كيان العدوّ الإسرائيلي الذي يحتل أراضيَ الأُمَّــة ومقدساتِها في فلسطين، إلى أبعد من ذلك في اتّهام الشعب اليمني الرافض لعدوانهم والمواجِه له عبر وسائل إعلام العدوان ووسائل إعلامهم بالإيرانيين والمجوس والروافض تارةً والكفر والإلحاد تارةً أُخرى وذهب بهم الحقدُ إلى إصدار الفتاوى عبر جماعاتهم الإرهابية وعناصرها من حمران الذقون الضالة بوجوب قتل الشعب اليمني وذبح أبنائه… إلخ.
لم يكتفوا بذلك بل وصل بهم الصلف والإجرام لقتل كُـلِّ مَن يخالفُهم الرأيَ وحرقهم أحياءً والتمثيل بجثثهم وكذلك نبش القبور وتدمير المساجد والآثار وقتل الأسرى وإحراقهم بالأسيت أحياءً، ناهيك عن الانتهاكات والجرائم اللا أخلاقية واللا قيمية واللا إنسانية بحق السجناء المدنيين من أبناء هذا الشعب وبحق الأسرى وبحق الأطفال والنساء من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وهي أسوأ من جرائم الأمريكان بحق الشعب العراقي في سجون أبو غريب وغيرها.
فأيُّ حوار أَو مفاوضات مع هؤلاء الخونة لله ورسوله ودينه ولشعبهم وأمتهم الذين انتزعت منهم أدنى القيم الإنسانية؟! فأفضل حوار مع هؤلاء لا يكون إلا بمواجهتهم مع الله وفي سبيله حتى يحكم الله بيننا لا بإقرار ما هم عليه.
ليس كرهاً منا للمرتزِقة دون وعي ولا إدراك وإنما رفضًا لسلوكهم وتصرفاتهم وأفعالهم وأعمالهم التي لا يقرها عقلٌ ولا منطق ولا عُرفٌ ولا قانون ولا دين ولا إنسانية ولا سوية بشرية لهم وليسوا رجالاً وليس لهم عزة ولا كرامة ولا حرية بل هم خانعون تابعون أذلاء لأعداء الله ورسوله ودينه ولشعبهم باعوا شرفهم ودينهم وأرضهم وعرضهم وأبناء جلدتهم.
ليس الخلاف معهم على شيء يمكن حَلُّه ضمنَ المبادئ الوطنية والدينية والأخلاقية، بل إن خلافَنا معهم بأنهم تابعون وظِلٌّ للعدوان فقط فليس بأيديهم وقفُ العدوان، بل هم أدوات لتنفيذ مشاريعه، وهذا كله يُظهِرُ عدم جدوائية الحوار مع المرتزِقة وأن الحوار معهم نوعٌ من أنواع تكريس العدوان والإقرار بالذلة، وهيهاتَ منا الذلة.