معبدُ آل سعود والكهنةُ السبعة .. بقلم/ كرم الرميمة
تزامناً مع ما أسموها الهدنة الدولية للمشاورة في الوصول إلى حَـلّ سياسي يخدم السلام في اليمن نجد رحى الحرب الاقتصادية تدور ببرود لتطحن الوعي لدى المواطنين الذين أرهقتهم سبع سنين حرب عجاف فأصبحوا متلهفين لتلك الهدنة التي اعتبروها بداية لسيل الانتصار وانتهاء لأزمة أفقدتهم الغالي والنفيس، إلا أننا وجدنا أن الهدنة لم تكن سوى لعبة شطرنج اقتصادية الغرض منها تحريك الدنابيع السبعة وإسقاط من اعتبروه الملك من منصبه ليتسنى لدول العدوان خوض حرب أمنية وعسكرية جديدة يرأسها رشاد العليمي “الذي عينته السعوديّة قبل أشهر من بداية عاصفة الحزم رئيساً لغرفة عمليات سرية في صنعاء أنشأتها بتاريخ 21/3/1436 هجرية لرسم الإحداثيات والخرائط للمواقع والمخازن والأهداف التي سيقصفها الطيران” استفادت السعوديّة الكثير من المعلومات التي قدمها لها العليمي حول المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة، وبعد اتمامه مهمته بنجاح هَـا هي اليوم تعينه رئيساً لغرفة عمليات علنية للمتاجرة بدماء اليمنيين من خلال مسرحية هزلية أسمتها مجلس القيادة، الحدث الذي دُبر بليل داخل المطابخ السعوديّة والإماراتية لمحاولة إقناع الأطراف الوطنية للخضوع في التفاوض بعد أن فشلوا في إخضاعهم عسكريًّا، كُـلّ هذه الأحداث تؤكّـد النوايا الخبيثة للعدوان.
إن الهدنة المزعومة لم تكن سوى استراحة مقاتل اتخذها العدوّ ليعيد هيكلة قياداته الوهمية وتشكيل خطة بديلة علّ وعسى يستطيع بها إعادة ماء وجهه الذي أراقه رجال الله في كُـلّ ميدان، ويؤكّـد ذلك عدم التزامهم بما نصت عليه الهدنة من خلال الخروقات المُستمرّة فلا هم من سمحوا بالفتح للرحلات الجوية ولا هم من سمح للسفن البحرية بالعبور، لم يكتفوا بذلك فحسب بل إنهم ومن خلال وسائل إعلامهم النتن يثيرون المشاحنات بين المواطنين من خلال نشر دعايات ووثائق مزوَّرة باسم شركة النفط عن أنباء تسعيرة مرتقبة للمشتقات النفطية، ويرجحون توفير الوقود بسعر زهيد وكذَلك هبوط صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني الغرض من هذه الأخبار الوهمية، والدعايات الكاذبة إجهاد المواطن الذي يُمني نفسه بقرب الفرج وانفراج الأزمة ليجد نفسه أمام أكذوبة لا نهاية لها فيسخط على الحكومة ويثير الفوضى والشغب داخل العاصمة صنعاء.
رغم فشلهم الذريع في إنجاح مثل تلك المؤامرات إلَّا أنهم وبعد سبع سنين وهم في جهلهم وغبائهم يعمهون.
ألم يدركوا بعد بأن سبع سنين كفيلة بأن تجعل من المواطن اليمني كتلة فولاذية من الصبر وتحمل عناء الحرب والتجلد أمام الأزمات.
سبع سنين كفيلة بأن تمنحه شهادات خبرة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية…
فعد بكيدك أيها الغاصب، واستلهم الدروس والعبر مما قد نالك على أيدي أهل اليمن، لملم بقايا أشلاء تمزق قناعك المفضوح وعُد، فاليمن اليوم لم تعد يمن الأمس فقد خرجت من سنين القحط ودخلت سنين الحصاد.
اليمن اليوم تتصدر وبجدارة إدراجها ضمن الدول العظمى، وهي التي ستقرّر مصير عزها ومجدها، هي من ستعيد استقلالها وستكتب نصرها بدماء شهدائها وبدموع ثكلاها وبأنين جرحاها وبمعاناة أسراها.
ستكتب لنفسها الخلود، وستقرّر خضوعك وإذلالك فعد عد بكيدك أيها الكهنوت.