الطريقُ إلى الله .. بقلم/ إكرام المحاقري
من على حافة الوعي والبصيرة، سطع منادياً بالحق قائلاً: حيَّ على خير الهداية والفلاح، ولعلَّه أحَبَّ للناس الجنةَ فقدَّمها واقعاً حياً أمام أعينهم، ورغم الواقع الثقافي الأليم للمسلمين، إلا أنه لم يكن يوماً من القانطين، فأمن واستيقن بأن الذكرى تنفعُ المؤمنين.
إنه البدرُ المنيرُ، ذاك الشابُّ الأربعيني الذي ربط قلبَه ونفسَه وذاتَه وفؤادَه بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وكأنّ اللهَ يقولُ له عقب كُـلّ محاضرة ربانية رمضانية {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، وعلى منوال الحق والبصيرة، تجسّدت العزةَ والكرامةَ في حديثه المفعم بالثقة بالله، والتوكل على الله، والمعرفة العظيمة بالله تعالى.
ومن قلب القرآن الكريم اختار المواضيعَ الشيقة والتي تشُدُّ الإنسانَ لربه مهما تهاوى إيمانُه وتعاظم قنوطُه، فـ التقوى كانت الأَسَاسَ، والصبر ركيزة، والصلاة لا يعرف قيمتها إلَّا من أقامها، ولتكن الصدقة باب لاستنزال الرزق، وليكن الإنفاق تجارة عظيمة مع الله تعالى، فهل من مدكر؟!
ها نحن اليوم نلتمس دعوةً طيبةً إلى دين الله تعالى، ودعوةُ جميع النبيين تجسدت دعوةً واحدةً شاملة للحق والذي هو من الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ}.
من جهل الدين فليستمعْ بخشوع ـ للدروس الرمضانية ـ للسيد القائد، وليضع عيناً على الأحداث وعيناً على القرآن، وليراجع نفسه قليلًا، وليغتنمْ هذا الكنز الرمضاني الذي لا نجدُ شعباً يجدُ من يوعيه بهذا الحرص والصدق، وليقف بعد ذلك مخيِّرًا نفسَه ما بين جنّة ونار، وليعرف كُـلّ إنسان مصير نفسه بمعرفة أعماله في هذه الدنيا: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِي}.
إنها محطة رمضانية قرآنية تربوية توعوية أقامها السيد القائد حفظه الله، حباً في هذا الشعب الذي شنّ عليه العدوّ أعتى الحروب الثقافية الناعمة، حتى أصبح وأمسى من الجاهلين لدين الله، فما قدمه السيد القائد في محاضراته هو ما قدمه الله تعالى في القرآن الكريم، هدى وتبصرة للعالمين، حتى ينعموا بالخير والعزة والأنفة والكرامة، ولا يكونوا من أصحاب السعير.
فسلامُ الله على لسانٍ نطق بالحق وكان حجّـةً لله على الناس في زمن وصل فيه الضلالُ ذروتَه، وتمكّنَ الشيطانُ من العقول والقلوب.
فلن ينالَ شرفَ الارتقاء في دينه والعودة إلى ربه إلا من استمع تلك المحاضرات بأُذُنٍ واعية {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}، فيومئذ سوف يأتي اللهُ بقلبٍ سليم.