رمضانُ مع السيد القائد .. بقلم/ خديجة النعمي
رمضان شهر التوبة، الرحمة، والمغفرة، والعتق من النار، وفي اليمن رمضان يختلفُ لدينا عن جميع شعوب الدنيا، نعم فنحن نقضيه مع السيد القائد العلَم الحجّـة عبدالملك بدر الدين الحوثي، في دروس رمضانية يومية عند التاسعة والنصف من مساء كُـلّ يوم، تزكي أنفسَنا وتُشعِرُنا بعظيم نعم الله علينا بل وتُرتب أوراقَ وبرنامج رمضان لدينا، نعم مع السيد القائد الحنون الذي أشعر من كُـلّ كلمة تخرج من فمه أنه يريد لنا أن نكون جميعاً متقين صالحين، أشعر وكأنه يريد أن يخرجنا من متاهات الضياع بهذه الحياة الفانية ويعيدنا إلى الله إلى أن نعيد حساباتنا ونرتب أوراقنا بما يجعل منا أُمَّـةً مرتقية بأفكارها وعقيدتها إلى مصاف الرضا من الله عز وجل عنها.
هكذا اعتدنا من قائدنا الحرص الشديد على رعيته الحب العميق لهم، الحرص على نفسياتهم، الحرص على تزكيتها، الاهتمام بكل تفاصيلهم، السعي وبكل محبة وجهد إلى أن يخرجهم إلى بر الأمان الذي يريد لهم أن يكونوا به جميعاً، يذكرنا بأيام الله، يعلمنا أن الفرصةَ ما زالت متاحةً أمامنا للعودة حتى لمن ضاع في ذنوبه، يشرح لنا عن الجنة وبأبهى وأجمل حديث وبسلاسة عجيبة تفيض حياة، ويحذرنا من النار ويخشى علينا من بلائها ويحذرنا مما يؤدي إليها، يرغبنا بالجنة ونعيمها ويحذرنا من النار ومخاطرها، يحثنا على استغلال فرصة الحياة التي لا زلنا على قيدها والتي تمنحنا فرصة إصلاح علاقتنا مع الله.
يعلمنا الصبر على الحياة، على ما بها من مصاعب، يروي لنا قصصَ الأنبياء دروساً قيمة عظيمة كيف صبروا وتحملوا في سبيل الله ولأجل إبلاغ رسالات الله إلى قومهم، يعلمنا دروساً من صبرهم العظيم على الابتلاءات والاختبارات من الله لهم، يرتقي بأنفسنا إلى سُلَّمِ الكمال الإيمَـاني من خلال قول سديد يفيضُ على قلوبنا حياةً، وزكاة، ووعياً، وهدى، واستبصاراً، يربينا على الصبر في مواجهة اشتداد الأزمات علينا من قبل أعدائنا ويقول لنا: إن عاقبة ذلك نصرٌ وفرج من الله، إن عاقبة ذلك فوز وفلاح، عاقبة ذلك نصر يشرح صدور قوم مؤمنين، العاقبة للمتقين دائماً، (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وكلنا يقين بنصر الله.
يعلمنا أمورَ ديننا وبأن الدعاءَ مُخُّ للعبادة كما قال الإمام علي -عليه السلام- دعواتنا لله وأهميّة ذلك في حياة الإنسان المؤمن، الصادق مع الله دوره وأثره على حياة الفرد وما لذلك من دور عظيم في شدِّ أواصر العلاقة مع الله عز وجل، واستشعار أننا بحاجة دائمة لله، لأن ندعوه ونعود إليه في السراء، والضراء، وحين البأس، واستشعارنا أن الله قريب من عباده المؤمنين، من عبادة الذين يستشعرون عِظم حاجتهم الدائمة لله عز وجل، وأنهم بحاجة للقرب من الله في كُـلّ زمان، ومكان، (وإِذْا سَأَلَكَ عِبَادِيْ عَنِيْ فَإِنِيْ قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الَّدَعِيْ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيُوا لِيْ ولْيُؤمِنُوا بِي لَعَلَهُمَ يَرْشُدُوْن) صدق الله العظيم.
ولم يترك أمراً سيوصلنا إلى رضوان الله إلا وطَرَقَ بابَه، وما هذا إلا بعضٌ من عطاءات قائدنا، وما هذا إلا يسيرٌ مما جاد به علينا كغيثٍ يهطلُ على أرواحنا ليرويَها كُـلَّ يوم بدرس جديد، وموعظةٍ جديدة، وكلماتٍ زاكية تطهِّرُ القلوبَ، وتنعِشُها، وتهديها سبيلَ ربها بالحكمة والموعظة الحسنة.