جنودُ اليهود .. بقلم/ إخلاص عبود
معاناة الأُمَّــة في توليها لليهود وركوع بعض الأنظمة تحت أقدام اليهود هو ما جعل النساء تُقتل في وضح النهار بدون رادع، نلاحظ في كُـلّ مرحلة من مراحل التطبيع، ومع ذل أي نظام أن هناك انتهاكات، وأن هناك تجرؤاً على قتل الشعب الفلسطيني، وكأن كُـلّ نظام حقير يقدم لليهود كرتاً أخضر، وتأشيرة مختومة بالموافقة بل وللدعم مالياً واقتصاديًّا في قتل الشعب الفلسطيني.
ونلاحظ أن هناك عنفواناً ومخاضاً ينتج عنه ولادة عمليات استشهادية بطولية، حرمت العدوّ الصهيوني النوم، وأربكت حياته وأرعبته في الشوارع، البيوت والمحلات، بل إنها أرعبته وهو في الملاجئ، هذه العمليات ليست بدعم لا من الخليج ولا من تركيا ولا من المؤسّسات الخيرية التي لطالما نهبت أموال الناس باسم فلسطين، بل جاءت هذه العمليات عندما أيقن إخواننا هناك أن الحل في تحرير فلسطين هو بأيديهم وأنفسهم، هو بتحَرّكهم وانتفاضتهم بصبرهم بتوحدهم بثباتهم بعزمهم وبوحدتهم التي سترعب اليهود، وستصيب المطبعين بالأرق.
على مدى أكثر من سبعين عاماً ماذا قدمت دول النفط، ماذا قدمت تركيا التي لطالما تغنى أردوغان بفلسطين، لطالما تباكى على أبواب الانتخابات بمظلوميتهم، لطالما مثّل دور المعادي لليهود، والفاضح لجرائمهم حتى أصبح الشخصية التي عشقها الإصلاح، وتغنى بها وبوطنيتها وبنصرتها للقضية الفلسطينية، التي لم تكن في الأصل سوى سلم يتخطى به بعض المراحل الصعبة في حكمه، حتى إذَا ما شعر بأنه بأمان كشف عن وجهه، ونزع القناع الذي لطالما تحمل أذى كتمانه.
صحت كُـلّ فصائل فلسطين الحرة، ووعت بخطورة المؤامرة التي منفذها هم نفسهم من يمثلون دعم الشعب الفلسطيني لما يزيد عن سبعين عاماً، وأيقنت أن لا حَـلول ستأتي أبداً من أنظمة العمالة والارتزاق، وأن الدول العربية العميلة التي تكالبت على الشعوب المسلمة لقتلها ولحربها لم ولن تكون يدًا للشعب الفلسطيني ولا ساعداً ولا صديقاً، بل لن تكون أكثر من سكين جاثم على صدورهم يمنعهم من التحَرّك للجهاد والاستبسال.
نجحت في الدخول إلى قلب اليهود وطعنه، وأثبتت أنها ليست بحاجة إلى العرب المطبعين، ولا المنافقين المرائين، ولا البائعين لقضية فلسطين في سوق النفاق الخطير الذي لبس اللحى وأقصر الثياب، وحفظ المصحف وبكى بين العباد، النفاق العالم المتعلم، والإمام المتباكي على أبواب الكعبة، الذين تكلم الله عنهم أن صلاتهم عند المقدسات إلا مكاءً وتصدية عن سبيل الله، وتثبيط الجهاد ومنع قتال اليهود.
ستُتحرّر فلسطين وستخرج اليهود ذليلة، ولن تنصرهم الأنظمة الحقيرة، ستتحرّر فقط على أيدي المجاهدين وأمثالهم، ستتحرّر عندما يقود مجاهديها أحد أعلام أهل البيت بتوجيهاته ومساعدته، فمن هزمهم أَيَّـام رسول الله هو علي بن أبي طالب، ولن ينهزموا وتكسر عظمتهم وهيبتهم سوى على يدي أهل بيته.