في رحاب المحاضرات الرمضانية.. بالجهاد وحدَه تحيا الأُمَّــة وتنتصر .. بقلم د/ مهيوب الحسام
أراد الكفارُ والمشركون عندما جمعوا جموعَهم وبكل زهو وغرور واستكبار أن تكون يوم بدر هي يوم القضاء على دين الله ورسالته ورسوله والذين آمنوا معه فكان بعون الله يوم أعز الله فيه دينه ورسالته ورسوله والذين آمنوا معه يوم جعل الله فيه كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى فكانت موقعة بدر محطة لانطلاق الإسلام وانتشاره الواسع يوم انتصار وعز وكرامة لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- والمؤمنين ويوم هزيمة وخزي وعار وذل للكفار والمشركين المعتدين بتعاونهم وتحالفهم مع اليهود والقبائل كما يفعل الأعراب اليوم فهزموا بعون الله جميعاً وفي قرابة أربعين دقيقة من المحاضرة الرمضانية الـ17 لقائد الثورة حفظه الله وما حوتها من محدّدات وتوجيهات قرآنية نستطيع أن نوجز ما يلي:
أولاً: علينا أن نعلم وندرك يقيناً بحتمية الصراع بين الحق والباطل وبأن المعركة بين الحق والباطل هي معركة مُستمرّة وعلينا أن كنا مع الحق الذي ندعو أن يثبتنا عليه ونتوكل على الله في مواجهة الباطل ونثق كُـلّ الثقة بنصر الله لنا ولا ننظر لقلة عددنا وعدتنا ما دمنا على الحق ومع الله والله هو الحق، فالنصر ليس بكثرة العدد والعدة وإنما بالثبات ولصبر مع الإيمان بالله وبالتحَرّك بثبت وصمود في سبيل الله والعمل بموجبات النصر فإن النصر الحتمي حليفنا والهزيمة الحتمية لأعدائنا.
ثانياً: علينا أن ندرك جيِّدًا بأننا لسنا أولَ مَن جاهد في سبيل الله فالجهاد في سبيل الله هو الطريق الأمثل للتصدي لمؤامرات أعداء الله الهادفة إلى إذلالنا وإخضاعنا وإخضاع الأُمَّــة والسيطرة عليها واستعبادها.
وبالجهاد وثقافة الجهاد في مقام التحَرّك والعمل نستطيع مواجهةَ أعداء الله وأعداء الأُمَّــة وننتصر عليهم ونصرنا حتمي مهما بلغت قوة الأعداء الطامعين ولنا في يوم بدر يوم الفرقان عظة وعبرة وأسوة وأن علينا ونحن نواجه أعداء الله أن نأخذ بأسباب النصر.
ثالثاً: علينا أن نعي وندرك أنه إذَا كان من نتائج التحَرّك الإيجابي في في مواجهة أعداء الله هو النصر المحتوم فإن من نتائج التقاعس والتخاذل عن هذا التحَرّك في مواجهتهم هو الهزيمة الحتمية لنا وانتصار أعدائنا علينا ويكون السبب في ذلك نحن وتقاعسنا وتقصيرنا بحق أنفسنا أولاً وعلينا أن ننظر إلى ما تسعى له أمريكا، وغدتها السرطانية “إسرائيل”، وما يقومون به من حرب حقيقية على أمتنا، بأشكال ووسائل متعددة سياسية، واقتصادية، وإعلامية، ونفسية، سعيا للسيطرة على الأُمَّــة واستعبادها ونهب ثرواتها أنه لا حَـلَّ لنا إلا في مواجهة هذه الحرب بالجهاد وحده كي لا نذل ونضام.
رابعاً: علينا أن ندرك بأن أراضينا المحتلّة وعلى راسها فلسطين لا يمكن تحريرها إلا بالجهاد وحده ولا يمكن استعادة الأُمَّــة لمقدساتها إلا بالجهاد وحده وبالجهاد وحده يمكن أن نواجه كُـلّ التحديات والمؤامرات والاعتداءات التي يشنها أعداء الله علينا في وقت وحين وأن الجهاد هو الذي يمكن أن يمثل عاملا لنهضةٍ الأُمَّــة، واستعادة قوتها، وبناء نفسها في كُـلّ المجالات.