قياداتُ المرتزِقة تفر من عدن المحتلّة مجدّدًا والانقسامات تسيطر على المشهد
المسيرة | خاص
أفادت مصادرُ إعلاميةٌ موالية لمرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بأن العديدَ من مسؤولي حكومة الخونة وأعضاء ما يسمى “المجلس الرئاسي” فروا من محافظة عدن المحتلّة بعد أَيَّـام قليلة من وصولهم، الأمر الذي كشف مجدّدًا زيف الدعايات التي روّجها الإعلام السعوديّ مؤخّراً حول “السلام” و”الاستقرار”.
وكان النظام السعوديّ قد روّج بكثافة لمزاعم “تثبيت الأمن والاستقرار” في عدن والمحافظات المحتلّة من خلال إعادة حكومة المرتزِقة ونوابها، في إطار الدعايات التي صاحبت إعلان وتشكيل ما يسمى “المجلس الرئاسي” للمرتزِقة.
وقد مثَّلت عودةُ مسؤولي ونواب المرتزِقة إلى عدنَ فضيحةً مدويةً لهم وللنظام السعوديّ، حَيثُ تم نقلُهم بصوة مهينة على متن طائرات شحن سعوديّة، وكان في استقبالهم ضباط وجنود سعوديّون.
وأوضحت المصادر أن العديدَ من قيادات ومسؤولي سلطة المرتزِقة فروا من عدنَ المحتلّة بعد أَيَّـام قليلة من تلك العودة المهينة على الرغم من الدعايات التي زعمت أنهم سيقيمون هناك بشكل دائم.
وكان من بين الفارين المرتزِق سُلطانُ البركاني -رئيس ما يسمى مجلس النواب الموالي للعدوان- والمرتزِق أحمد عبيد بن دغر -رئيس ما يسمى مجلس الشورى للخونة- ومسؤولون آخرون من ضمنهم أعضاء في ما يسمى “المجلس الرئاسي” نفسه الذي كان النظام السعوديّ قد وعد أتباعه بأنه سيعمل من اليمن.
وكشف فرار مسؤولي المرتزِقة من عدن أن عودتهم جاءت فقط؛ بهَدفِ منح مشروعية مزيَّفة لما يسمى المجلس الرئاسي الذي شكّلته دولُ العدوان، وإيهام الرأي العام الواقع تحت سيطرتهم بأن هذه الخطوة تأتي لتغييرِ الأوضاع المتردية في المناطق المحتلّة.
ويجدِّدُ ذلك التأكيدُ على أن خطوة تشكيل ما يسمى “المجلس الرئاسي” للمرتزِقة تأتي في إطار مخطّط تصعيد قادم برعاية دول العدوان وهو ما أكّـدته صنعاء منذ وقت مبكر.
كما كشف فرارُ قيادات المرتزِقة على استمرار تصاعد الانقسامات بين فصائل مرتزِقة العدوان، حَيثُ تحدثت العديدُ من المصادر عن تهديداتٍ أمنية يواجهُها المرتزِقة في عدن المحتلّة الواقعة تحت سيطرة مليشيا الانتقالي.
وليست هذه المرة الأولى التي يفر فيها المرتزِقةُ من عدن بعد عودة قصيرة تم الترويج لها سعوديّا، إذ تكرّر ذلك سابقًا عدة مرات.
ونقلت مصادرُ إعلامية عن رئيس حكومة الخونة المرتزِق معين عبد الملك أنه دافع عن فرار مسؤولي المرتزِقة من عدن، مُشيراً إلى تعرض بعض “الوزراء” لتهديدات.
وأوضحت المصادر أن الكثير من الفارين من عدنَ من مرتزِقة حزب الإصلاح الذي يخوض صراعاً منذ سنوات مع المليشيات المدعومة من الإمارات والتي تسيطر على المحافظة.
وكان العديد من المحسوبين على “الإصلاح” قد عبّروا عن تخوفهم من سيطرة أتباع الإمارات على ما يسمى “المجلس الرئاسي”، معتبرين أن نفوذ أبو ظبي أصبح أكبر مما كان عليه، وهو الأمر الذي يمثل تعقيدًا جديدًا في الصراع الداخلي المُستمرّ بين الطرفين.
وقالت وسائل إعلام: إن ممثلي حزب “الإصلاح” قاطعوا اجتماعات ما يسمى “هيئة التشاور” التابعة للمرتزِقة والتي تم تشكيلها مؤخّراً تحت عنوان “المصالحة” وتوحيد صفوف أدوات العدوان، وهو ما يؤكّـد بدوره على أن الانقسامات لا زالت على أشدها.
وعلى الرغم من النوايا السعوديّة الواضحة للملمة صفوف أدواتها؛ مِن أجلِ التصعيد تحت راية ما يسمى “المجلس الرئاسي”، إلا أن المراقبين يؤكّـدون أن الصراعَ الداخلي بين فصائل المرتزِقة مُستمرٌّ ويمضي نحوَ التصاعد، وهو ما تؤكّـده كافةُ المؤشراتِ على الواقع، خُصُوصاً في ظل تفاقم الخلافات على تقاسم النفوذ والمصالح.