حياةُ الأرواح .. بقلم د/ فاطمة بخيت
نعم الله سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}، أسبغ علينا الكثير منها، منها ما نراه ونلمسه، ومنها ما لم يصل إليه إدراكنا {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.
والله المنعم على الإنسان بشتى أنواع النعم لم يتركه دون أن يرسم له المنهج القويم والخط الذي تستقيم به حياته إن سار عليه، حتى تتحقّق له السعادة في الدنيا والآخرة، وتلك أعظم نعمة أنعم بها الله على الإنسان، لا تضاهيها نعمة أُخرى، فرسم له طريق الهدى {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}ٰ، حتى لا يعيش حياة التيه والضلال، وذلك لا ارتباط له بزمان أَو مكان أَو جيل معين؛ بل منذ خلقه واستخلفه على هذه الأرض وحتى آخر أَيَّـام الدنيا.
ومن نعمة الله علينا في هذا الزمن -ونحن نشاهد حجم المؤامرات على هذا الدين والإنسانية بشكل عام من قِبل المفسدين في الأرض من اليهود ومن تحالف معهم- أن اصطفى الله لنا من أعلام دينه من يسعى لهداية هذه الأُمَّــة، وإعادتها لجادة الصواب، مستشعراً المسؤولية تجاه هذا الدين، ومدركاً خطورة التحديات المحيطة بالأمَّة من كُـلّ اتّجاه، في عصر طغت فيه الصراعات والانحرافات، ودُجنت الأُمَّــة للطغاة والمستكبرين، فكانت دعوتهم إلى الله وإيضاح سبل النجاة، بمثابة ذلك النور الذي تجلى ليبدد دياجي الظلام الذي انتشر في الأرجاء، ليضيء عتمة النفوس ويبعث النور في كُـلّ نواحي الحياة.
ومن يتأمل واقعنا يلاحظ مدى التحول الكبير في حياتنا منذ ظهور الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي –رضوان الله عليه- وحتى يومنا الحالي، والنقلة النوعية التي حدثت في حياة الكثير من الناس ببركة المشروع القرآني الذي دعا إليه، وواصل حمله من بعده أخوه السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- فيتجلى مدى حرصهما على هداية الأُمَّــة من خلال دروسهما ومحاضراتهما، وخَاصَّة في شهر رمضان.
وما نشاهده اليوم ونحن نعيش اللحظات الربانية في ظل هذا الشهر الكريم، من خلال المحاضرات النورانية التي يلقيها السيد القائد –يحفظه الله- كُـلّ يوم لخير شاهد على ذلك الحرص، وهو يتناول أدق الأمور التي تؤدي إلى فلاحنا ونجاتنا في الدنيا والآخرة، والسير على النهج الذي يريد لنا الله سبحانه وتعالى، لنعلم يقيناً حجم النعمة التي شملتنا، ونحن نشاهد الكثير من الناس يتجهون إلى البرنامج الرمضاني بكل شغف بدلاً عن المسلسلات الخليعة، والبرامج الهابطة التي يُعد لها أعداء الله منذ مدة لاستهداف أبناء الأُمَّــة في شهر العبادة والتقوى والتقرب إلى الله، حتى يبعدوا الناس عن الله وعن الرحمة والمغفرة في هذا الشهر الكريم الذي خصه الله من بين كُـلّ الشهور بهذه الميزة العظيمة، فلم يدع السيد القائد شاردة ولا واردة فيها مصلحتنا إلا ذكرها في محاضراته، حتى شهد له الكثير في الداخل والخارج بمدى تأثيرها الإيجابي في نفس الإنسان وروحيته، ومدى أهميتها في حياة الإنسان المسلم، إذَا ما طبقها في واقعه العملي، لتصبح تلك المحاضرات هي الدواء والأكسير الذي يعيد الحياة الحقيقة في الأرواح حتى لا يسيطر عليها الضلال والظلام، وتكون ضحية الانحراف والتيه عن النهج الذي أراد لنا الحق جل وعلا، لتفوز وتسعد، عاجلاً وآجلاً.