هيئة الأوقاف والدائرة الاجتماعية لأنصار الله تكرّم 5900 من جرحى أبطال الجيش واللجان الشعبيّة
المسيرة- محمد الكامل
أقامت الهيئة العامة للأوقاف والدائرة الاجتماعية لأنصار الله، يوم أمس، بصنعاء فعالية ضيافة وتكريم للجرحى والمعاقين من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة تحت شعار “عزائم لا تلين” وفي إطار مشروع “ويطعمون الطعام”.
وأثنى مفتي الديار اليمني العلامة شمس الدين شرف الدين، على ما يقدمه أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من تضحيات جسيمة في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، وهم من الذين قال الله فيهم: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
وخاطب شرف الدين في كلمة له الجرحى والمعاقين قائلاً: أنتم بارك الله فيكم قد عملتم ما استطعتم مقدمين أنفسكم في سبيل الله، ما زادنا ثقةً وعزيمةً أن هناك رجالاً أكثر عزيمة وثقة بالله تجسدوا أمامنا، وَأنتم جدتم مع الله والجود بالنفس أعظم أنواع الجود، حافظوا على هذا الجود بالشكر والحمد ولا تمنوا على الله في شيء.
وأشَارَ إلى أن الجميع يقدر جهودكم وتضحياتكم من أعلى السلطة حتى أطرافها وحين ينظرون إليكم يعتريهم الخجل، مشدّدًا على أن الدولة معنية بتأهيل الجرحى والمعاقين، والأجر عند الله عظيم، منوِّهًا إلى أن تأهيل الجرحى والمعاقين بتلاوة القرآن وحفظه وبعض الأحكام الشرعية التي يجب على المجاهد أن يكون على علم بها، وهي الأولى بالاهتمام والتركيز.
من جهته، قال وزير الثروة السمكية محمد الزبيري: إننا نتكلم اليوم عن إخوة قدموا أرواحهم لهذا الوطن، مؤكّـداً أننا نحارب سبع عشرة دولة وتشابهت الأحداث بين الأمس واليوم، ولهذا عندما نقدم الشهداء والتضحيات؛ مِن أجلِ هذا المشروع ينتشر الإسلام في كُـلّ أنحاء العالم.
وواصل قائلاً: “إذاً مشروعنا ليس دفاعاً عن الوطن فقط، بل هو دفاع عن السلام، وسنعيد تموضع اليمن في إطارها الإقليمي الصحيح، لافتاً إلى أننا مع السلام الحقيقي مقدمين الكثير في سبيل ذلك، ونحن مستعدون اليوم لأي شيء قد يفكر به العدوّ، مشدّدًا على مسؤولية الدولة والمجتمع بإعادة تأهيل هؤلاء الجرحى والمعاقين إلى مكانتهم الطبيعية وإعادة تأهيلهم بالشكل الصحيح.
تاجٌ على الرؤوس
وخلال الفعالية، قال نائب رئيس الهيئة العامة للأوقاف عبدالله علاو: “إننا اليوم أمام أقدس الرجال وأبطال الرجال، والهيئة العامة للأوقاف تدشّـن فعالية بعد أُخرى؛ سعياً منها لتحقيق وصايا الواقفين وتخصيصها مِن أجلِ الشعب”.
وَأَضَـافَ خلال كلمة الترحيب والتدشين: “اليوم بجهودكم وصمودكم أمام هذا العدوان تأتي ثمرة هذا الصمود بانتصارات تعيد لهذا الشعب حريته واستقلاله بالاعتماد على الذات، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تأتي ببصيص من الأمل وتصل إلى المساكين والمستحقين، وأن الهيئة العامة للأوقاف ودائرة الرعاية الاجتماعية لأنصار الله تدشّـن هذا المشروع لضيافة وتكريم 5900 من جرحى ومعاقي مواجهة العدوان، موضحًا أن التكريم قليلٌ وما هذه الفعاليات إلَّا نزر بسيط من الذي قدمه هؤلاء الأبطال في سبيل مواجهة هذا العدوان دفاعاً عن هذا الوطن مقدراً هذه التضحيات، معتبرًا أنها تاج على الرؤوس.
من جهته، أثنى رئيس الدائرة الاجتماعية لأنصار الله علي المتميز، على الدور الكبير الذي قدمه هؤلاء الجرحى الأبطال في سبيل الدفاع عن الوطن، قائلاً: “السلام على كُـلّ قطرة دم نزفتموها، السلام على كُـلّ عضو فقدتموه وسبقكم إلى الجنة، السلام عليكم أيها الأبطال المجاهدون”.
ونقل المتميز للجرحى سلام وتحية قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، موضحًا أننا في شهر رمضان من الموسم الخامس لتكريم المجاهدين الأحياء، يسعدنا أن نتشارك هذا العمل مع الهيئة العامة للأوقاف، مُضيفاً أننا حين نقوم بهذا المشروع ما هو إلَّا قليل جِـدًّا مقابل تضحياتكم وجهادكم العظيم.
وأكّـد المتميز أن هذه الشريحة قدمت الدروس للعالم أجمع بأن هؤلاء المستضعفين قادرين على أن يحقّقوا النصر والدفاع عن كُـلّ شبرٍ في هذا الوطن رافعين راية الله والحق أمام الطغاة والمستكبرين.
ودعا المتميز الجهات الرسمية والمعنية في تدريب وتأهيل الجرحى والمعاقين في الأماكن ذات العلاقة وسوق العمل بالشكل المطلوب، فهم الذين سيكتب الله بهم النصر العظيم.
سنواصل المشوار
وعبّر عددٌ من الجرحى والمعاقين عن امتنانهم الكبير لهذا التكريم، والاهتمام الكبير بهم من قبل قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مؤكّـدين أنهم ماضون في النضال حتى تحقيق النصر الكبير للوطن.
وقال المجاهد الجريح الأشتر: إننا في شهر رمضان الكريم، شهر الصبر والعزم والتضحية، ونحن في هذه الليالي المباركة صابرون مُستمرّون في مشوار الجهاد.
وَأَضَـافَ خلال كلمة له بالفعالية: مهما قدمنا من تضحيات وصبر لن نصل إلى الإمام علي -عليه السلام- في جهاده وتضحيته في إطار هذا الدين، ونحن نمر بذكرى شهادة الرئيس الصماد الذي جسد معنى الانتماء لهذه المسيرة مضحياً بنفسه وبكل شيءٍ لإعلاء كلمة الله.
وتابع: لو حملنا هذه التضحيات لم يقف أمامنا أي شيء في هذه الدنيا، الحمد لله الذي شرفنا بهذه المسيرة وقائدها الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومن ثم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي لولاهما ما حقّقنا كُـلّ هذا النصر وما وصلنا لما وصلنا إليه اليوم.
وأكّـد على أهميّة تأهيل الجرحى والمعاقين، فنحن لا نريد أن نبقى في البيوت، وسنتحَرّك لو قُطعنا إرباً إرباً، موضحًا أنهم عرفوا هذه القضية وهذا الحق، والشكر موصول للهيئة العامة للأوقاف برئيسها العلامة عبدالمجيد الحوثي والدائرة الاجتماعية لأنصار الله برئيسها علي المتميز على هذه اللفتة الرائعة، سائلاً الله أن يرزقَهم الشهادةَ بعد الذين سبقوهم إليها.
وتخلل الفعالية عدد من الفقرات الشعرية والفقرات التكريمية لعدد من الجرحى والمعاقين، فيما سيتم تكريم البقية كُـلّ في منطقته، إلى جانب إقامة وجبة إفطار وأمسية جهادية ثقافية رمضانية.