انطلاق فعاليات مؤتمر “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” في العاصمة صنعاء لأول مرة في تاريخ اليمن
المسيرة: خاص
انطلقت، أمس الاثنين، في العاصمة صنعاءَ فعالياتُ مؤتمر “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” الذي تنظِّمُه الجمهوريةُ اليمنية لأول مرة في التاريخ السياسي اليمني، والذي يعكس صورةً عن مدى الارتباط اليمني على المستوى الشعبي والرسمي بالقضية الفلسطينية؛ باعتبَارها القضية المركزية للأُمَّـة.
وفي فعالية افتتاح المؤتمر الذي تنظمه حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء في سلسلة فعاليات بعدة أَيَّـام، قال مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين: إن “الأمةَ اليوم وهي تعيش مرحلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب معنية بأن تجسد إيمَـانها وتبرهِنَه”.
وَأَضَـافَ العلامة شرف الدين “مواقف النظامين السعوديّ والإماراتي واضحة للعيان ومنحازة كُـلّ الانحياز لصف الكيان الغاصب”.
وأكّـد أن فلسطين قضية مركزية في قلوب اليمنيين ولا يخفى على أحد ما يجري من حصار وحرب نتيجة هذا الموقف تجاه فلسطين، مؤكّـداً أن على “على المسلمين أن يكرّسوا كُـلّ جهودهم لتوحيد حركات المقاومة حتى تحقيق النصر على كيان العدو”.
وتابع حديثه بالقول: “لا نزايد على أحد في مواقفنا إلى جانب فلسطين فهذا مبدأ ودين سنُسأل عنه يوم القيامة”، مردفاً “التصعيد الصهيوني تجاه المسجد الأقصى يتطلب استنفار كُـلّ القوى والطاقات لمواجهة هذا العدوان”.
ونوّه إلى أنه يجب أن نتحَرّك لإحياء القضية الفلسطينية في نفوسنا ونفوس أبنائنا حتى يحقّق الله لنا النصر.
من جانبه، أكّـد الشيخ حسين حازب في كلمة اللجنة الإشرافية لمؤتمر فلسطين أن “فلسطين أرض السلام ومسرى الأنبياء وقلب وطننا العربي التي لا تزال في حالة رباط واشتباك مع المحتلّين منذ عشرات السنين”.
وتقدم الوزير حازب بالشكر لقائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى “الذين لم ينسوا جراح فلسطين وجعلوها في أولويات شعبنا رغم العدوان والحصار”.
وقال الشيخ حسين حازب: “شعبنا أولى القضية الفلسطينية جُلَّ اهتمامه وجعلها القضية المركزية له ومواقف اليمن صادقة إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
وَأَضَـاف: “اليمن احتضنت المجاهدين الفلسطينيين منذ سنين واليوم تجدد وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية وجرحها النازف”.
وأشَارَ إلى أن العدوان المُستمرّ منذ أكثر من 7 سنوات لم يشغل شعبنا عن قضية فلسطين والوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني الصامد المجاهد.
تحريك الأُمَّــة وبناء الوعي
وعلى ذات الصعيد، أكّـد الوزير حازب أنه على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تم إقرارُ كتاب الصراع العربي الإسرائيلي كمتطلب ملزم لكل طلاب الجامعات.
بدوره، نوّه نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين في كلمة الجنة التحضيرية للمؤتمر، إلى أن على الأُمَّــة الإسلامية أن تتحَرّك بشكل جاد للتصدي للعدو الإسرائيلي.
وقال شرف الدين في كلمته: “مؤتمر فلسطين له أبعاد هامة على مستوى الصراع، وهو الأول من نوعه في ظل الظروف والمتغيرات الراهنة على مستوى الأُمَّــة”.
ولفت إلى أن هذا المؤتمر يسعى لتحريك الأُمَّــة وبناء الوعي لدى شعوبها وتعزيز محور المقاومة والجهاد لتحرير فلسطين.
وأكّـد الدكتور علي شرف الدين أن أغلب الأنظمة الخليجية انحرفت عن الثقافة القرآنية وأصبحت لا تعير أية أهميّة للتحذيرات الإلهية من العدوّ اليهودي، متبعاً بالقول “صراعنا مع العدوّ أصبح صراعاً حضارياً يشمل جوانب الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية”.
واستطرد: “نحن اليوم في أخطر مراحل الصراع مع العدوّ الإسرائيلي التي يجب أن نكون فيها على أعلى مستويات الوعي”.
وفي ختام كلمته، تقدم نائب وزير التعليم العالي بالشكر لكل من دعم هذا المؤتمر والباحثين المشاركين فيه الذين وصلت مشاركاتهم لأكثر من 60 ورقة عمل وبحث، مثمناً دور الأحرار المشاركين في المؤتمر من مختلف دول العالم.
وفي خضم مؤتمر “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية”، كان الحضور الفلسطيني لافتاً بكلمة لأمين حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
وقائع جديدة على الأرض
وفي كلمة له، أكّـد رئيس حركة الجهاد أن “مؤتمر فلسطين يحمل دلالات كثيرة في ظل ما تعانيه اليمن من ظروف صعبة وعدوان مُستمرّ”.
وقال النخالة: “شعبنا الفلسطيني يصنع معادلات جديدة في مواجهة العدوّ الصهيوني”، مُضيفاً “الصهاينة يستخدمون القوة العسكرية ويستفيدون من الغطاء الدولي وانهيار أنظمة عربية اعترفت بشرعية الكيان وخلقت صراعات تستنزف الأُمَّــة”.
وأردف بالقول: “يشرفني اليوم أن أتحدث إليكم وشعبنا يواجه الهجمة الصهيونية التي تحاول تهويد القدس وفرض وقائع جديدة على الأرض”.
وأكّـد أن “أصحاب العدوان على اليمن لم يجدوا مبرّراً واحداً لشرعيته ولا مبرّراً لإخفاء خيبة أكثر من 7 سنوات من القتل والتدمير”.
ونوّه إلى أن “المعتدين على اليمن يتقربون من الكيان الصهيوني بكل الوسائل رغم محاولات تهويد المسجد الأقصى وإلغاء هُــوِيَّة الشعب الفلسطيني”.
وأكّـد النخالة أن اليمنَ بقي بإرادته وعنفوانه وصمود أهله مسانداً ومدافعاً عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.
ولفت إلى أن هذا المؤتمر دليل إضافي على انحياز اليمن وشعبها العربي المسلم لقضية فلسطين.
وتطرق إلى أن الشعبَ الفلسطيني اليوم أكثر حيوية وقدرة على مواجهة الطغيان الصهيوني والاستعلاء اليهودي.
واستطرد “شعبنا يواجه مخطّطات العدوّ الذي لم يتوقف يوماً عن محاولات السيطرة على القدس بتزوير التاريخ وقتل الناس في المسجد الأقصى”، مؤكّـداً أن قطاع غزة ما زال شاهراً سيفَ القدس في مواجهة الاحتلال، وشعبنا ما زال على عهد الجهاد والمقاومة.
وقال: “نصطفُّ جميعاً لنكسر العلو والإفساد الصهيوني ولنسيء وجوه بني صهيون القتلة والمجرمين”، مُضيفاً “ما يجري في فلسطين يؤكّـد أن هذه البلاد لنا، وهؤلاء القتلة لن يسلبونا ديننا وعقيدتنا وأرضنا”.
وأكّـد أن من المؤسف أن يُترَكَ الشعبُ الفلسطيني ليقاتِلَ بلحمه الحي ويواجهَ العنجهيةَ الصهيونية والحصار من بعض أشقائه العرب، مُشيراً إلى أن الأسوأ من ذلك هم الذين أرسلوا برقيات التهنئة لليهود القتلة ليباركوا لهم أعيادهم.
وفي ختام كلمته، توجّـه أمين عام حركة الجهاد الإسلامي بالتحية “لشعب اليمن العظيم المقاتل والشجاع ولقيادته الشجاعة، وأقول لهم إن مظلوميتنا واحدة”، داعياً لوقف الحرب الظالمة على اليمن وإنهاء الحصار المفروض على إخواننا اليمنيين.
وخاطب قادةَ دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن بقوله: “إن طفلاً واحداً يُقتل في اليمن هو أفضلُ وأعز عند الله من كُـلّ النفط والأموال التي تملكونها”.
وتخلل المؤتمرَ الذي حضره عددٌ من قيادات الدولة من الوزراء والمسؤولين والسياسيين، فقراتٌ نقلت جانباً من المحتوى الذي سيتناوله المؤتمرُ طيلة فعالياته، والتي تصُبُّ كُلُّها في مناصرة القضية الفلسطينية وحشد الطاقات والجهود لمواجهة الغطرسة الصهيوأمريكية.