يومُ القدس انتصارٌ للقضية الفلسطينية .. بقلم د/ خيري علي السعدي*
منذ احتلال أرض فلسطين في العام 1945م أصبح اهتمام الشعوب الإسلامية متوجٍّـهًا نحو إيجاد مشروعٍ جامعٍ لتحرير أرض فلسطين، وجاءت دعوة الإمام الخميني -رضوان الله عليه- بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران العام 1979م إلى جعل الجمعة، الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً للقدس ليعبر فيه المسلمون كُـلّ عام عن تضامنهم وتأييدهم لقضية الشعب الفلسطيني وأحقيته في أرضه وحريته، وليكون هذا اليوم شاهداً على وحدة المسلمين تجاه قضيتهم الأولى والمركزية، وأن لا يتوقف الأمرُ عند المسيرات والحشود الشعبيّة وإلقاءِ الخطب وَإصدار البيانات والهتافات التي تستنكر وتشجب الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، بل مِن أجلِ أن يكون شغلُنا الشاغل وَجهودنا المركزة للحشد وجمع الصف استعداداً للمعركة الفاصلة بين الحق والباطل، وَلاستعادة كُـلّ أرض فلسطين من المحتلّ الغاصب.
ومنذ انطلاق دعوة الإمام الخميني -رضوان الله عليه- لإحياء يوم القدس العالمي، يزداد هذا اليوم زخمًا وتجمهُرًا في الدول والمكونات العروبية والإسلامية الحرة التي تحيي هذا اليوم؛ نتيجةً للوعي الذي وصل أليه المسلمين تجاه قضيتهم المركزية.
وفي اليمن، وبعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، أصبح يوم القدس حاضرًا وَمتميزًا من خلال الزخم والحضور والمشاركة الكبيرة مقارنة بالدول الإسلامية والعربية التي تحيي هذا اليوم، وذلك بسَببِ وجود المشروع القرآني الذي يتبنى وَيناصر القضية الفلسطينية والقدس الشريف، هذا المشروع الذي أسّسه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وَأعطاه أهميّةً كبيرة؛ بناءً على أهميّة هذا اليوم وما يمثله من عزة وصمود وانتصار للقضية الفلسطينية.
إن إحياءَ الشعب اليمني هذا اليوم بالمستوى المشرِّف والكبير في مختلف المحافظات اليمنية في كُـلّ عام بالرغم مما يتعرض له من عدوان غاشم وحصار اقتصادي وحرب على هُــوِيَّته، إنما يعبر عن صموده وإبائه، وبأن القضية الفلسطينية والقدس هي قضيتهم المحورية والأولى، وَأنها حية في نفوسهم، وسيظلون متمسكون بإحياء يوم القدس العالمي لتجديد مشاعر الرفض للكيان الصهيوني المحتلّ.
وفي ظل ما نراه اليوم من مؤامرات عربية وإسلامية من الأعراب المتأسلمين، وهرولتهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتخلّيهم عن دعم وحماية الشعب الفلسطيني، والذي يقابله تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، يتوجب علينا كشعب يمني أن نكون أكثرً استنهاضًا لمسؤولياتنا تجاه القدس والشعب الفلسطيني، وهي دعوة صريحة لتحرير أرض فلسطين والقدس الشريف من اليهود الصهاينة، والاستعداد للمعركة الفاصلة بين الحق والباطل وَالتي باتت قريبةً بكل المؤشرات.
* الأمين العام المساعد لحزب العمل اليمني