“وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا”.. هُدنة مزعومة ومراوغة ذئاب .. بقلم/ خلود الشرفي
منذ إعلان الهُدنة المزعومة في الثاني من إبريل 2022 م، والتي وافق عليها جميع الأطراف؛ باعتبَارها خطوة جيدة في تحقيق الأمن والسلام على المستوى المحلي والدولي، لإنهاء حرب كونية أتت على الأخضر واليابس، وطالت شعب عزيز كادح، كُـلّ ذنبه أنه رفض الخنوع لقوى الاستكبار، ووقف بحزم أمام إملاءات دول الكفر، وسلاطين النفاق، وعزم على التحرّر من التبعية العمياء لسادة البيت الأبيض، وعبيد الدولار.
نعم، لقد فعل كُـلّ ذلك وأكثر هذا الشعب العظيم الثائر، وأعلنها صرخة مدوية، وصفعة قوية أَدَّت بالشيطان الأكبر وقرونه العوجاء في مقتل حتى جنَّ جنونها، وتهاوت قرونها، وأضحت وهي في أوج قوتها، وقمة سلطتها في موقع لا تحسد عليه، لعلها تجد فرصة تخرجها من مأزقها بما تبقى لها من ماء الوجه إن كان معها ماء وجه أصلاً..
إن الشعب اليمني معجزة القرن، وكعبة النجاة، وكما قال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وَآله: “إذَا هاجت الفتن فعليكم باليمن” وفعلاً فقد هاجت الفتن، واشتد الزمن، وحَمِيَ الوطيس، وكَثُرَ القتل والقتال، والمظلوم الضحية في الأول والأخير هم الشعوب المستضعفة، المغلوبة على امرها، لكن هَـا هو الشعب اليمني الأُسطوري يثبت وجودة في الميدان، وبكل جدارة واقتدار، ليلقن العالم الخانع درساً أنه أكبر من التحديات، وأعظم من الأخطار، وأشد باساَ، وأشد تنكيلا، وأربط جاشا، وأقوى إيمَـاناً بقضيته الحقه، ومبادئه السامية، فظل رغم الحرب والحصار، والمآسي والآلام محتفظاً برونقه البهيّ، ولونه الجذاب، وذوقة الأصيل، وثقافته الراقية، وإيمَـانه الكبير، وحكمته اليمانية..
وليعلم العدوان وأجندته القذرة، وأذرعه الأخطبوطية، أن الحرب العبثية الظالمة لم تزد الشعب اليمني إلا ثباتاً وإصراراً، وعزيمة ويقيناً، وكلما طال أمد الحرب والعدوان كان في صالح الشعب اليمني العزيز الذي صقل مواهبه، وأثبت جدارته في مقام التحدي والصمود، ومشاهد البذل والتضحيات والفداء، وعمق الثورة والعنفوان..
إن الشعب اليمني الأصيل وإن وافق على الهُدنه، ورضى بالسلام فليس لأَنَّه قد سأم الحرب، أَو كُـلّ من الضرب، وإنما إقامة للحجّـة، ودحضاً لافتراءات العدوان ومرتزِقته، وَأدواته الرخيصة..
وإيمَـاناً ويقيناً وتصديقاً وطاعةً وتسليماً لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حين قال: “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْـمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
ولا يخفى على أحد أنه رغم سريان مفعول الهُدنه التي يهذي بها التحالف ليل نهار، إلا أن عدوانهم مُستمرّ، وخروقاتهم متواصلة، في إشارة صريحة، وتلميح واضح إلى عدم جديتهم في وقف الحرب، وإحلال السلام الذي يتغنون به أمام الملأ، ولا عجب في ذلك، فَـإنَّ من أعتاد سفك الدماء، وقتل الملايين في جرائم إبادة جماعية، وأقترف المجازر الوحشية التي يندي لها جبين التأريخ، لهي أكبر شاهد على خبث نية التحالف، وسوء سريرتهم، وإنهم إنما أرادوا بالهُدنة إعادة ترتيب أوراقهم المهترئة تحت وطأة الضربات البالستية للشعب اليمني العظيم.
فليعلم العدوان علم اليقين أن خططهم ظاهرة واضحة، ولن يخفى على الشعب اليمني مراوغتهم خلف الكواليس..
ومن هنا نجدد قولنا، ونؤكّـد كلامنا بأننا على كامل العدة، وأتم الاستعداد للمواجهة القادمة، وَإذَا كنا من قبل نصنع الصواريخ والطائرات المسيرة، وعلى مدار العدوان، وتحت القصف والحصار، فنحن اليوم أشد قوة، وأكثر تصنيعاً، وَإذَا كان العدوان يستغل الهُدنه لترتيب أوضاعه وإعادة انتشاره، فها نحن نعد العدة للانقضاض على الفريسة التي أصبحت مطحونة تحت رحمة ضرباتتا الحيدرية.. وإن مثل الشعب اليمني بقيادته الحكيمة، لم ولن يُخدع.. ونقول للعدوان ” وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ”
فلن ترونا إلا حَيثُ تكرهون، وإن لنا موعداَ مع النصر، فارتقبوا إنا مرتقبون.