السيد نصرالله: من يطالب بنزع سلاح المقاومة إمّا جاهل وإمّا متجاهل
المسيرة / متابعات
أكّـد الأمينُ العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله، أن هذه المقاومة هي خلاصة 74 عاماً من الدماء والتهجير والشهداء والجرحى والمنكوبين والبيوت المهدمة وحصيلة تضحيات قادتنا الكبار، مُشيراً إلى أن “أُولئك الذين يدعون إلى نزع سلاح المقاومة هم يجهلون ويتجاهلون ما عاشه الجنوب منذ قيام الكيان الغاصب في فلسطين”.
وَأَضَـافَ السيد نصرالله في المهرجان الانتخابي الكبير الذي أقامه حزب الله في صور والنبطية، أن “اللجان التي أجرت استطلاع رأي في الـ 15 دائرة انتخابية كان هم غالبية الناس فيها معالجة الوضع المعيشي من غلاء أسعار وكهرباء ومحروقات وتحسين الرواتب ومكافحة الفساد والبطالة واسترداد أموال المودعين وغيرها وليس معالجة سلاح المقاومة”، معتبرا أن “بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنواناً للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا إذن لهموم الناس”.
ورأى السيدُ نصرالله أنه على اللبنانيين أن يعرفوا أن “من يدعو اليوم لنزع سلاح المقاومة والتخلص من حزب الله وحلفائه، إذ أنهم يتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه أهلُ الجنوب من الكيان الصهيوني المؤقَّت”.
واعتبر نصر الله، أنه “عندما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لطاولة الحوار ولبيّنا الدعوة حين تطرّقنا للاستراتيجية الدفاعية قال أحدهم: إنَّ “إسرائيل” لم تعتدِ على لبنان”، مُضيفاً أن “من ينكر ذلك لا ينظر إلى “إسرائيل” على أنها عدو ولا يعتبر أنَّ لها أطماع بغاز ونفط ومياه لبنان”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن معاناة أهالي الجنوب بدأت منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين ومن يقول إن الاعتداءات الإسرائيلية هي رد على عمليات المقاومة، “نقول له إنَّه حتى الستينيات لم يكن هناك عمليات، وفي مثل هذه الأيّام في العام 48 دخل العدوّ إلى القرى الجنوبية واستباح الأراضي وروّع الأهالي”.
في السياق، أشار السيد نصر الله إلى أن المرجع الديني الكبير الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين أرسل رسالتَه المعروفة لرئيس الجمهورية لحماية الجنوبيين حتى لا يُهجّروا ولكي لا يتحول الجنوب إلى فلسطين ثانية.
كما أشار السيد نصر الله إلى أن “الإمام الصدر أسّس وخطّط للمقاومة ومنذ وصوله إلى لبنان طالب الدولة اللبنانية بحماية الجنوب من الاعتداءات الإسرائيلي، وطالب الدولة فقط لتدريب شباب الجنوب ليدافعوا عن أرضهم طوال عشر سنوات ولكن؛ بسَببِ إهمالهم لم يلتفتوا له؛ ولذلك لجأ لخيار المقاومة المسلحة نتيجة تخلي الدولة واللبنانية والدول العربية عن الجنوب”، معتبرًا أنَّ “التدريبَ على السلاح واجب كتعلم الصلاة واقتناؤه واجب كاقتناء القرآن وكان الإمام الصدر قد تدرّب على السلاح ووضعه في منزله”، وقال: “ليفهم من يريد نزع سلاح المقاومة أية مقاومة هذه، و”فشروا” أن ينزعوا سلاح المقاومة”.
وَأَضَـافَ نصرالله، أن “الإمام الصدر أكّـد أنَّ الدفاع عن النفس والكرامة جزء من قرار الإنسان ولا يحتاج إذنًا من الدولة وكان هو أول المطالبين بإزالة “إسرائيل” من الوجود، والإمام الصدر أكّـد أنّه يريد الجنوب صخرة منيعة تتحطم عليها أحلام “إسرائيل” تكون نواة تحرير فلسطين وطليعة المحاربين لـ”إسرائيل” ونريد الجنوب متمسكًا بلبنان ومرتبطًا بهذه الأُمَّــة”.
مُضيفاً، أن “الإمام الصدر أكّـد أنَّ عيشنا من دون القدس موت وذل وعندما يتخلى الإنسان المسلم أَو المسيحي عن القدس يعني أنَّه يخرج عن دينه، فعلماؤنا وقادتنا كان خيارهم الدولة وأن يقاتلوا تحت رايتها ولكن الدولة هي من كانت تدير ظهرها للجنوب وأهله”.
ورأى السيد نصرالله أن “من يطالب اليوم بإلغاء المقاومة يتجاهل ويتنكر لكل إنجازاتها الوطنية والقومية وإنجازاتها الأعظم في تاريخ لبنان وهو تحرير كافة الأراضي اللبنانية المحتلّة، مُضيفاً أن المقاومة وحدَها بكل فصائلها حرّرت كاملَ الأراضي اللبنانية المحتلّة وحرّرت الأسرى بكرامة وعزة”.
وأكّـد السيد نصر الله أن “المقاومة بتحرير لبنان حطَّمت صورةَ “إسرائيل” العظمى وهي لا تستطيع أن تبقى في لبنان وهو الأضعف بين بلدان الطوق كيف لها أن تحتل سوريا ومصر، والمقاومة أعادت للبنان ودول المنطقة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على التحرير وهذا صُنع بالدماء، والمقاومة تقوم بأمر أهم من التحرير وهو حماية كُـلّ لبنان من الأطماع والعدوان الإسرائيلي وهي من تصنع توازن الردع مع العدوّ وهي من صنعت الأمان لأهالي القرى الأمامية بكل أطيافهم”، ولفت متسائلاً: “إذا تخلى الناس عن المقاومة وتخلت المقاومة عن سلاحها كما يُطالب فمن يحمي الناس؟”.
وأردف السيد نصرالله: إن “الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة حين تسألهم عن البديل لا يقدمون لك بديلًا وليس لديهم سوى سلموا سلاحكم للدولة بينما نحن قدمنا استراتيجية دفاعية على مدى سنوات، وقال: هم “يتجاهلون إنجازات وانتصارات هذه المقاومة التي حرّرت كامل الأراضي اللبنانية المحتلّة ونحن نعترف بفضل كُـلّ صاحب فضل، المقاومة في لبنان دقت المسمار الأخير في مشروع “إسرائيل” الكبرى وأسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر وعطلت ألغام الفتنة الطائفية بعد انسحاب العدوّ من جزين ومن الشريط الحدودي”.
وفي معرض خطابه، أكّـد السيد نصرالله بالقول: “هذه المقاومة هي خلاصة 74 عاماً من الدماء والتهجير والشهداء والجرحى والمنكوبين والبيوت المهدمة وحصيلة تضحيات قادتنا الكبار”، وأضاف: “هذه المقاومة هي حصيلة آلاف الرجال والنساء الذين ذهبوا إلى المعتقلات والسجون الإسرائيلية وعاشوا معاناةً طويلةً وحصيلة تضحيات آلاف الجرحى الذين ما زالوا يعانون حتى اليوم”.
ونوّه السيدُ نصرالله، إلى أن “هذه ليست مقاومة عابرة وشعبها لن يتخلى عنها؛ لأَنَّهم هم أصحاب المقاومة لا يتوقع أحد أن يتخلى شعب المقاومة عنها”، وأوضح، “من يريد أن يحافظ على لبنان ويدافع عنه وأن يحميه وأن يتمكّن من استخراج ثروته النفطية والغازية فليصوت للمقاومة وحلفائها”.
وخلص السيد نصرالله بالقول: “أعلن أنه ابتداءً من الساعة السابعة أطلب من تشكيلات المقاومة الإسلامية في لبنان أن تستنفرَ سلاحَها وقياداتها ومجاهديها ضمن نِسَبٍ معينة ترتفع مع الوقت وتكون في أتم الجهوزية ولتقول للعدو أي خطأ باتّجاه لبنان لن نتردّدَ على مواجهته ولسنا خائفين لا من مناوراتك ولا من وجودك ونحن من نؤمن بأنك أوهن من بيت العنكبوت”.