هُدنةٌ قيد المعلوم! بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
منذُ شهرٍ ونصف شهر على عُمر الهُدنة المُنهارة بالعلن، لم تلحظ أيَّ تقدمٍ ملموسٍ رغم ما أوجدته في الشارع اليمني بصيص أملٍ أن هذه الهُدنة ستكون مُختلفة كَثيراً عن باقي الهُدن العاجزة..
كان الأمل في ذلك هو أن يتحقّق ولو اليسير من تخفيف ويلات العدوان وَالحصار، كان الطموح الأكثر أن ينال المرضى والجرحى والطلّاب والمُغتربون أحسن فرصهم الثمينة في السفر عبر مطار صنعاء الدولي بكل أمان واطمئنان خلال الشهرين الوجيزين، كان المرجو أن تتنقل سفن المُشتقات النفطيّة بكامل الحريّة دون أن يعتريها أية قرصنةٍ عدائيّة واحتجازها قسراً وعامداً مُتعمّداً!
ليس بالجديد أن يتم عرقلةُ رحلات مطار صنعاء وقرصنة السُفن بالمُدة المُحدّدة التي كانت مُمهّدة لفتح طريق السّلام، وليست بالمُفاجأة أن تتلاشى كُـلُّ الطموحات التي بُنيت في أروقة الشعب اليمني المُعتدى عليه والمُحاصَر ظُلماً وجوراً.
هُدنةٌ لاقت النقض والنكث والخرق اليومي من قوى العدوان، ومنذُ أول ساعاتٍ لها وحتى السّاعة لم تُنفَذ أيٌّ من الآمال والمتطلّبات التي نصّت عليها بنود الهُدنة رغم الالتزام الكامل والشّامل لقوّاتنا المُسلحة وأبطال جيشنا ولجاننا الشعبيّة بهذه البنود وحرصهم الحثيث على ضبط النّفس.
يتكشّف لنا كُـلّ يومٍ وكُل ساعةٍ من تنازليّة هذه الهُدنة الهامدة أنّها كسائر أخواتها المُبعثرات في وحل الفشل، ويتبيّن أنها مُجَـرّد تخديرٍ مُزمنٍ يقود للأعداء بمزيدٍ من التصعيد والتوحش المعهودَيْن، ويتضح أن الميل الأممي للاتّجاه المُعاكس والخاطئ يزيد من فقدانِ الشعب اليمني ثقتَه ونفوره من هذه الوعود طالما لم تُثبت حياديّة الأمم المُتحدة وجدّيتها في السّعي للتوصّل إلى سلامٍ مُستدام.
نعم.. كذب العدائيّون ولو صدقوا، فلا خيرَ لمن نكث العُهود والمواثيق، ولا أمانَ لمن لا يؤتمن في حِفظ وصون السّلام الذي تبتغي إليه اليمن بأن يكون شعبها هو السّائد لقراراته، وأن تزخرَ بالحُريّة التي تليقُ بها كدولةٍ وسيادةٍ وجُغرافيّة وتاريخ بعيداً عن الأطماع الأجنبيّة الشيطانيّة.
وإن إضاعة هذه الفرصة السّانحة لن يروا بعدها أي نورٍ في إعلان توبتهم عن العبث والتعنّت المُستمرّ، بل إن العواقبَ الوخيمة ستعودُ على اقتصادهم وَمُقدراتهم الحيويّة ومنشآتهم الحسّاسة بمزيد من كسر الحصار والعمليات القاصمة هي الأشد وبالاً وأكثر اقتداراً في تأديب العدوان وأقوى تأثيراً في صقل مفهوم السّلام العادل على الطريقة اليمنيّة.