فرصـةٌ تفويتها غُصّة .. بقلم/ هنادي محمد
- يكاد ينقضي عمرُ الهُدنة الإنسانية المزعومُ رعايتُها من قبل الأمم المتحدة، وحتى اليوم لم يتم الالتزامُ بأيٍّ مما ورد من بنودها، على رأسها إيقاف العمليات العسكرية وفتح مطار صنعاء الدولي، ما شهده الشعب اليمني من الطرف المعتدي المتمثل بالسعوديّة هو الخروقات المتكرّرة برًّا وجوًّا.
أما عن الجانب الإنساني وما تضمنه من مِلفات في مقدمتها مِلف الأسرى فتتجدد خُدَعُهم وفضائحُهم من خلال تعاطيهم المكذوب والمضلل بادعائهم الإفراجَ عن أسرى من الجيش واللجان الشعبيّة، والحقيقة أنهم معتقلون مدنيون؛ وبهذا أثبتوا مجدّدًا أنهم ليسوا أهلاً للسلام وإنما دُعاة ورُعاة حروب وأزمات وصراعات.
يعملون بخلاف ما يظهرون، وأُسلُـوبهم الأَسَاسي هو الالتواء والتَّلوُّن كالحرباء، ولا يلبثون من الوقت القليل حتى تُكشَفَ حقيقتُهم وسوءتهم على ألسنتهم وقسمات وجوههم وبشهاداتٍ من أهلهم.
بعد مضيِّ الوقت الأكبرِ من مدة الهُدنة حالةُ التّرقب لما سيحدث عقبها هي السائدة، وباتت المرحلة القادمة محطَّ اهتمام أكثر مما يؤمل تحقيُقه مما تبقى من المدة؛ ذلك لأَنَّ الجميع في الداخل والخارج يعلم نتائجَها مسبقًا ويحفظ عن ظهر قلب (أخلاقيات) أَو إن شئتم أسموها بـ”سياسة حرب” كلا الطرفين!
فأما عن شعبنا اليمني وقيادته الثورية ومجلسه السياسي الأعلى فقد وافق على خَوْضِ تجربة الهُدنة لِأَنْ لا يُرمى بما ليس فيه من التُّهم، منها إعاقة عملية السلام المشلولة واقعاً.
الأهم -سواءً جنح للعدو للسلم أم لا- أن شعبنا لن يتوانى عن أخذ حقوقه والسعي لاستقلال بلده والحفاظ على مقدراته وعزته وكرامته، أن لا يكون لأي طرف خارجي أَو عميل داخلي سلطةٌ أَو قرارٌ عليه.
وكما قلناها سابقًا نكرّرها اليوم: إن ترك الفرصة غُصّة ستكونُ خانقةً تحبِسُ الأنفاس، والعاقبـةُ للمتَّقيـن.