دماء “شيرين” فرصة لانتفاضة شاملة .. بقلم/ دينا الرميمة
نعلم جميعاً أن أي خبر سواء سياسي أَو عسكري أَو حتى اجتماعي سيكون ناقصا وغير مثير ما لم يكن موثقاً بالصوت والصورة فوحدها الكاميرا وحاملها من يجعلونا نعيش الحدث وكأننا حاضرين بالوسط خَاصَّة عندما يتعلق الأمر بحروب ومعارك وجبهات، وهي مهمة صعبة إلا لمن يمتلك الشجاعة الكافية وَأَيْـضاً يحمل روح المسؤولية المهنية وكذلك يحمل في قلبه قضية وطن يريد الانتصار له مهما كلفه ذلك من ثمن وهذا الأمر هو مهمة الإعلامي المنتمي للأرض والمحب له وَلا يقل جهده عن جهد المقاتلين في المعارك فهو مثلهم يحمل روحه بين كفيه لحظة المعركة ليوثقها والكثير منهم يرتقي شهيداً في سبيل ذلك!!
الإعلامية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة” كانت أحد أُولئك الجنود الشجعان، حَيثُ ارتبطت بأرضها ارتباطاً جعلها تتخلى عن مهنة الهندسة وتتوجّـه للإعلام لتكون صوت فلسطين المعبر عما يحدث فيها من جرائم في وقت تخلى عنها الجميع وتركوها لقمة سائغة بأيدي الصهاينة يعبثون فيها كيف شاؤوا لبناء دولة لقيطة على أنقاض حضارة عمرها آلاف السنين، فكانت شيرين بصوتها وجسدها وكاميراتها حاضرة في كُـلّ المعارك والاقتحامات والانتفاضات والمظاهرات والمؤتمرات تفضح جرائم المحتلّ وانتهاكاته مغطية كُـلّ حدث مهما كان حجم الخطورة فيه كونها احبت القدس وزيتون فلسطين وترابها وكرهت أن ترى محتلًّا يغتصب مقدساتها، ولذا فالمحتلّ الصهيوني أراد إزاحة هذا الصوت المعري لخططه والفاضح لانتهاكاته وجرائمه، فكانت بألف رجل من الأعراب المطبعين والداعمين للوجود الإسرائيلي على أرض عربية حتى أرتقت شهيدة برصاصات العدوّ التي لطالما لاحقتها وهي توثق قتلها لأبناء فلسطين وهَـا هي اليوم جسداً مسجى شاهداً وشهيداً على خبث المحتلّ الصهيوني وأفعاله المنافية لكل الشرائع السماوية، لتترك جرحاً غائراً في قلب كُـلّ حر كان يتابعها حباً بفلسطين.
وإن كانت اليوم حادثة اغتيال أبو عاقلة قد خرجت للعالم وأصبح دمها المسال على أرض فلسطين قضية رأي عام يطالبون فيه بمحاسبة قاتلها فكم من أمثال شيرين قتلوا بدم بارد منذ أن وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين في العام ١٩٤٨،
أطفال قتلوا بدون ذنب وشباب أُبيحت دمائهم في حرم الأقصى وملايين الفلسطينيين قتلوا داخل منازلهم التي أراد المحتلّ اغتصابها منهم.
كثير من الدماء اُستبيحت دون ذنب إلا كونها فلسطينية الهوى والهُــوِيَّة وكانت عائقاً أمام أحلام الصهاينة.
التي أصبحت تتوسع وتتحقّق؛ بسَببِ خذلان الشعوب لفلسطين وارتماء حكامهم في الحضن الصهيوني الذي يغريهم بسلام لن يجدوه وهذه هي حتمية لا خلاف فيها كونهم ناس يبغضون السلام ويرونه حاجزاً دون تحقيق أطماعهم بالأرض العربية، وإنما يتخذون منه عناوين زائفة يرهبون به كُـلّ من تخلى عن عقيدة الإسلام التي تحرم التولي لليهود والتقرب اليهم
ولولاهم لما تجرأ الصهاينة على قتل شيرين ولا أصغر صغير من فلسطين!
لذا وأمام هذه الجرائم الدامية للمحتلّ الصهيوني وجب على شعوب الأُمَّــة أن تنهض بقضيتها المركزية (قضية فلسطين) للقضاء على وهم الصهاينة وَحلم لن ينتهي باحتلال فلسطين وإنما كامل الأرض العربية ومقدساتها وشعوبها ولتكون دماء الشهيدة شيرين هي البداية لانتفاضة شاملة وأخيرة في وجه المحتلّ الإسرائيل الذي يريد أن ينصب نفسه خصماً وحكم في قضيتها متنصلاً عن كُـلّ الدماء المراقة على مدى سبعة قرون.