وإنْ عُدتم عُدنا وعاد اللهُ معنا.. (1) .. بقلم/ عبدالقوي السباعي
منذُ بداية تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي البريطاني الصهيوني في الـ 25 من مارس 2015م، انطلقت العمليات العسكرية للتحالف باستهداف الأرض التي ينتشر فيها ثوار ثورة الـ 21 من سبتمبر والمناطق التي يسيطر عليها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة ما بين صنعاء وتعز وصعدة والبيضاء والجوف وحجّـة ومأرب والحديدة.
لكن بعد مرور فترة قصيرة من المواجهات، بدأ تعسُّرُ تحالُفِ العدوان في الميدان بالظهور، والذي كانت أغلبُ عملياته العسكرية في البداية عبارةً عن قصفٍ جوي نفَّذته القاذفاتُ والطوَّافاتُ السعوديّة والإماراتية بشكلٍ رئيسي، وبدعمٍ لوجستي وفني واستخباراتي غربي، أمريكي بريطاني، بشكلٍ أَسَاسي، فتمّ استهدافُ أغلب مواقع الجيش اليمني المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي ومخازن الأسلحة والثكنات العسكرية الأَسَاسية؛ بهَدفِ شَلِّ القدرة النوعية الدفاعية للجيش واللجان الشعبيّة.
ترافقت تلك العملياتُ التي شابتها العديدُ من الجرائم والمجازر بحقِّ الإنسانية، مع ضغوطٍ إعلامية وسياسية واسعة تحمل الكثيرَ من التهويل والتحذيرات والتهديدات، والتي تركَّزت على ضرورةِ استسلام القيادة الثورية وقيادة الجيش واللجان؛ لكون الآتي من العمليات المدعومة غربياً وإقليمياً سوف يتعاظم، ولن تقوى الوحداتُ المستهدَفةُ على مواجهته، وبالتالي عليها الاستسلام.
ومع تقدّم المواجهة يوماً بعد يوم كان لافتاً الصُّمودُ والثباتُ وأساليبُ القتال وقواعدُ الاشتباك وتنوُّعُ فنون الدفاع والاندفاع وتطوير وسائل التكتيك والتكنيك وتفوُّق الإبداع اليمني في شتى المجالات، ومع الوقت بدأت معالمُ المواجهة تتغيَّر، لتنقل اليمنيين في المرحلة الأولى من الدفاع نحو تثبيت الجبهات وتحصينها وفرض تماسكها وترسيخ دعائمها، لتنقلهم لاحقاً في المرحلة الثانية نحو الهجوم والضغط على أغلب مواقع تحالف العدوان داخل الجبهات المحتلّة وعلى حدودنا الشمالية الغربية مع المملكة، والانتقال إلى المرحلة الثالثة التي تميّزت بأنَّها ترافقت مع تصنيع وحدات التصنيع الحربي بالجيش اليمني أسلحة وقدرات نوعية استراتيجية تم تطويرها محلياً، من صواريخَ باليستية وطيران مسيّر ومنظومات دفاع جوي، ساهمت وبشكل لافت وصادم للتحالف وداعميه الغربيين، وذلك من جهة دعمِ وإسنادِ مناورة الدفاع والثبات وترسيخ استراتيجيات الهجوم والتحرير والتطهير للأرض تدريجيًّا، ومن جهة أُخرى فرض معادلة ردع وتوازن رُعب أفشلت كُـلَّ الخطط والتوقعات وجمّدت كُـلَّ مشاريع تحالف العدوان الميدانية والعسكرية!
إذ سطّر المجاهدون اليمنيون -مستعينين بالله سُبحانَه وتعالى وتأييده- أروعَ وأعظمَ الملاحم البطولية عبرَ التاريخ، الأمر الذي أثبت حقيقةً تاريخيةً مفادُها أن الأعداءَ يصنعون السلاحَ لكنهم لم يصنعوا الأمنَ والحمايةَ لأنفسهم، يصنعون الجيوشَ المدرَّبةَ لكنهم لم يصنعوا الانتصارَ، يصنعون الولاعاتِ لكنهم لم يتحكموا في مجالات استخدامها!