الدورات الصيفية.. كيف أصبحت طائفية؟! بقلم/ نجيب محمد العنسي
ليس جديدًا أن نجد على أعتاب كُـلّ خطوة يخطوها هذا الشعب في طريق الخير، بعض تلك النفوس الساقطة تطلق الكثير من النياح.. تحاول وقد اعتراها لهاث الإجهاد أن تصرف الناس السائرين في دروب الكرامة والحق، عن المضي نحو وجهتهم.
عرفنا هؤلاء وسمعنا ضجيجهم منذ أن قرّر اليمنيون التحرّر من وَصاية الخارج، وارتفع ضجيجهم أكثر واستحال إلى نحيب، حينما وجدوا الشعب ينفض عن إهابه ما علق به من الثقافات المستوردة، وأفكار طالما كانت شاذة لا تنسجم مع قيمه، ولا تستقيم مع عقيدته.
وحاول أُولئك الساقطون -وما زالوا – تشويهَ الحق والخير الذي يحرص قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- أن يجلوَ ملامحه للشعب وأن لا يحيد عنه، فحاولوا وبكل ما لديهم من حقد وغيظ المنافقين أن يصرفوا أبناء الشعب عن خطابات وتوجيهات السيد القائد، واستخدموا لأجل هذا الهدف الخسيس كُـلّ ما طفحت به المراحيض التي تستوطن نفوسهم من مصطلحات وعبارات منتنة.
وعندما وجد أُولئك النواعق من أبواق العدوّ وكلابه وقد ذهبت كُـلّ جهودهم أدراج الرياح، وأدركوا أن هذا الشعب قد حدّد وجهته، فهب منتصباً بكل عزة يمضي بشغف وعزيمة وفق توجيهات القائد العلم، بإدراك وبصيرة إنما هم سائرون على النهج الذي يحفظ لهم دينهم ووطنهم، ارتفعت لديهم وتيرة الغيظ فعمدوا على صب مخرجات حقدهم ونفاقهم على الشعب بكل أفراده ومكوناته، فاتهموه بالجهل ونعتوه بالغباء، وهذا النمط من التهجم نجده اليوم أكثر وضوحاً بالتزامن مع ما أبداه أبناء الشعب اليمني من امتنان واستجابة عظيمة لدعوة السيد القائد لهم لإلحاق أبنائهم بالدورات الصيفة ودعم ورعاية هذه الدورات، وهي استجابة نابعة من إيمَـانهم بمدى حرص قائدهم على أن لا يفوت أبنائنا الخير، أَو يلحقهم أي شر، وقد لمسنا مدى حرصه يحفظه الله في خطابه الذي دشّـن به الدورات الصيفية، والذي دعا فيه الناس قائلاً “نأمل من المجتمع وفي المقدمة الآباء الدفع بأبنائهم للاستفادة من الدورات الصيفية”.
وأوضح مدى حاجة المجتمع لهذه الدورات فقال مؤكّـداً: “الآباء بحاجة إلى الدورات الصيفية؛ لأَنَّ التحديات التي يعيشها الجيل الناشئ تحتاج إلى العلم والوعي والبصيرة”.
وقال -يحفظه الله-: “من أقدس ما يخدم به الآباء أبناءهم العلم النافع والهدى والرؤية الصحيحة؛ لأَنَّ فيها نجاتهم وفلاحهم”.
ولكن مع وضوح هذه العبارات وإدراك أبواق النفاق لحقيقة وجلاء صدقها، وجدناهم حريصين على ثني الناس عن إلحاق أبنائهم بالدورات الصيفية.. فحذّروا واستنكروا، داعين الناس لمقاطعتها ومواجهة كُـلّ من يدعو لها، حتى كادوا يردّدون ما قاله قوم لوط {أَخرِجُوهُم مِّن قَریَتِكُمْ، إِنَّهُم أُنَاسٌ یَتَطَهَّرُونَ}.
كما حرصوا على تشويهها فقالوا عنها مراكز عسكرية لتجنيد الأطفال، وقالوا بأنها دورات طائفية.
لكنهم -والحق يقال- قد صدقوا في قولهم بأن هذه الدورات الصيفية طائفية، وذلك لأَنَّ في هذا البلد طائفتين من الناس، (طائفة على الحق) وهم من وصفهم الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، بالإيمَـان والحكمة، وَ(طائفة النفاق) وهم من يحرصون على طمس هُــوِيَّة هذا الشعب، وإهدار كرامته وأن يكون مطيّة لأعدائه.
فالطائفة الأولى تعمل وتسعى لإقامة هذه الدورات كيما يتعلم أبناؤهم دينهم، ويتخلقون بمبادئه التي تحميهم من الشتات والضياع في مستنقعات التفسخ والانحلال.
بينما نشاهد الطائفة الثانية (طائفة النفاق) وهي ترعى في مناطقها مبادرات السكن الجامعي المشترك للذكور والإناث، وتحتضن الجمعيات الخَاصَّة بالشواذ أَو ما يسموهم بالمثليين، وينشرون المخدرات في أوساط الشباب على نطاق واسع.
فهم يدركون أن في اليمن طائفتين وكل طائفة تتمسك بمبادئها وتعمل وفقها، وعلى هذا.. -ووفق هذا المعنى- فلا ضرر في أن يصفوا الدورات الصيفية التي يسعى الشعب في هذه الأيّام لإحيائها، بأنها طائفية.
وعلى كُـلّ حال فالشعب لا يلتفت ولا يعير هذه الأصوات اهتماماً، فهو يعلم مسبقًا أهدافهم ويعرف من هم.
فهم مُجَـرّد أدوات رخيصة لأعداء الأُمَّــة، سبق وأن لفظهم الشعب.. هم مُجَـرّد أجنة مجهضة، أجهضها المجتمع أثناء سيره للمستقبل.. ليسوا أكثر من أشخاص عرضيين من فئات عرضية.