شيرين أبو عاقلة.. وفتاوى مشايخ آخر العصر .. بقلم/ عبدالوارث النجري
– في الوقت الذي ينتظر فيه أبناءُ الأمتين العربية والإسلامية، من هؤلاء المشايخ فتوًى حول اقتحام الأقصى، أَو فتوًى حول هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل!!! سارع هؤلاء المشايخ -عبَدةُ الدينار والدرهم- بإصدار فتاويهم المفبركة والممزوجة بالعمالة والارتهان للعدو، عن جواز الرحمة على شهيدة الحقيقة، وصوت كُـلّ المستضعفين الفلسطينيين الراحلة شيرين أبو عاقلة (رحمة الله تغشاها) رغما عن أنف كُـلّ متاجر بالدين.
– من طلب منكم يا مشايخ السلاطين والدواوين هذه الفتوى التي أشك أنها صدرت من مقر الموساد في تل أبيب، وليست من مشايخ الدين الإسلامي الحنيف الذي قال فيه الله عز وجل: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فجاء الإسلام رحمة ومحبةً لبني الإنسان، ودعا بالرحمة والرأفة ليس بالإنسان فحسب، بل وحتى في الحيوان.
– في الوقت الذي يفترض أن يظهر هؤلاء المشايخ المتذبذبين ليدينوا جريمة قتل تلك الإعلامية الشجاعة التي قضت جل عمرها في خدمة القضية الفلسطينية!!! نجدهم للأسف يتجاهلون الجرم الأكبر والمتمثل في قتل شيرين، ويغوصون في الدفاع عن جزئية، لا حاجة للحديث حولها؛ كون (الرحمة والمغفرة والعفو والإحسان) بيد الله الرحيم الرحمن، ومن صفاته العلى.
– للأسف بعض هؤلاء المشايخ -إذَا لم نقل معظمهم- نجدهم منبطحين تحت أقدام أذناب الأذناب من أمراء نجد والحجاز، يسبحون بحمد عملاء الصهيونية والليبرالية الأمريكية (صباح مساء)!! ومن أجل وحبًّا في مالهم المدنس تناسوا هيئة الأمر بالمعروف وصاروا من أنصار هيئة الترفيه!! فكيف لنا أن نصدق ونعمل بفتوى هؤلاء وأمثالهم؟!
– من هؤلاء المشايخ (المتاجرين) بالدين العديني وأمثاله.. يتجاهلون المهرجانات الماجنة التي أصبح يقيمها النظام السعوديّ في بلاد الحرمين، والاختلاط الذي يحدث في تلك المهرجانات واستقدام العاهرات والشواذ إليها، ويتحدون عن شهيدة قتلها اليهود بدم بارد، مع أن المجتمع العربي والمسلم يدرك جيِّدًا أنها أشرف منهم ومن لحائهم المزيفة، ولو كان العديني وأمثاله ممن أصدروا مشايخ بالفعل لكانوا اليوم في سجون بن سلمان، كغيرهم من المشايخ الأحرار الذين زجهم بن سلمان في سجونه، لشجاعتهم وقولهم كلمة حق في ذلك النظام المجرم والفاسد والمرتهن لإسرائيل وأمريكا.
– هل لاحظ العديني وغيره من هؤلاء مشايخ آخر العصر كم الفرق بين شيرين أبو عاقلة التي دافعت ووقفت مع أبناء فلسطين ودمائهم الزكية التي يسفكها العدوّ المحتلّ منذ عشرات السنين، وبين توكل كرمان التي كانت سبباً في إشعال الفتنة باليمن وسفك دماء اليمنيين وتجويعهم، ولذا كافأها العدوّ بجائزة نوبل، بينما كافأ شيرين لصدقها وموقفها برصاصة قناص محترف.