انتصارُ لبنان المقاوِم .. بقلم/ عبدالغني العزي
تابعنا بكل إعجاب جموعَ الشعب اللبناني وهو يزحفُ نحو صناديق الاقتراع يوم الخامس عشر من مايو المنصرم، رجالاً وشباباً وشيوخاً ونساءً وحتى المرضى والمعاقين، الكل حمل رايةَ انتصار لبنان المقاوِم خفاقةً على الرؤوس وجسَّدها مواقفَ في صناديق الاقتراع.
شعبٌ حيٌّ يعرفُ ما يحاك ضده ويعرفُ إلى أين يتجه ويعرفُ لمن يصوّت وإلى جانب من يقف رغم الأموال المغرية، والهالة الإعلامية المضادة، والجُهودِ الجبارة التي حشدها أعداؤه للحيلولة دون تحقيق انتصار لبنان العربي الحر المقاوم.
استجاب الشعبُ اللبناني بطوائفه المختلفة واتّجاهاته السياسية المتنوعة لدعوة سيد المقاومة وبادل الوفاءَ بالوفاء وداس على كُـلّ المغريات المتدفقة لإغوائه وحرف مساره المقاوم للصهيونية وللمشاريع الأمريكية الاستعمارية وهزمهم بنتائجَ انتخابية مذهلة حطمت آمالَ الأدوات المحلية وبعثرت أحلامَ سفراء ومندوبي الاستعمار، وجعلت منهم أضحوكةً وموضعَ سخرية لكل أحرار العالم المتابعين للعملية الانتخابية في لبنان الشقيق.
أموالُ المندوب السعوديّ البخاري، وخطط الصهيوني جعجع، ودموعُ العميل السنيورة، ذلك الثلاثي العابث بواقع لبنان ومستقبل شعبه لفظهم الشعبُ اللبناني بقوة ورد كيدهم إلى نحورهم ولبَّى شامخاً دعوةَ السيد حسن، محقّقاً الانتصار العظيم للبنان المقاوم المدافع عن الكرامة، والمضحي مِن أجلِ الاستقلال والحرية وتطهير الأرض من دنس الصهيونية.
مرشحو حزب الله، ومرشحو حلفائه من القوى الوطنية اللبنانية المناهضة للمشاريع الاستعمارية حقّقوا الأرقام القياسية بأصوات الناخبين اللبنانيين والتي تعد رسائل رضا وولاء ومساندة للمقاومة وقيادتها، بل إن المراقبين اعتبروا ذلك الزخم الشعبي والعرس الانتخابي والنتائج القوية دليلَ وجود مزاج شعبي رافض للذل والخزي والتبعية للقوي المحلية الساعية لتطويعِ لبنان لصالح المسار الأمريكي الصهيوني، وأن الرغبةَ الجامحة للشعب اللبناني تؤكّـد خيارَه القادم ضد الكيان الصهيوني الغاصب، وأن لا مكان ولا قبولَ لأية خيارات أُخرى تسعى إلى جره إلى ساحات الولاء والتطبيع رغم إدراك هذا الشعب العظيم أن خيارَ دعمه للمقاومة سيجعله محلَّ استهداف القوى المحلية والإقليمية المتصهينة وسيناله التضييق واختلاق العراقيل في طريق تحقيق أهدافه، ولكن يبدو أنه لن يباليَ بذلك في ظل القيادة الشجاعة للسيد حسن وكأنه بتصويته يقول للخونة والمتربصين: اعملوا ما شئتم وافعلوا ما تريدون فلن تثنونا عن دعم المقاومة والانتصار للبنان الحر المقاوم.
انتصارُ المقاومة في لبنان انتصارٌ لكل أحرار العالم المناهض للإمبريالية الأمريكية، والمشاريع الصهيونية ودليل صحوة متنامية في أمتنا المستهدفة كما إنه رفض قاطع للتطبيع مع الكيان الغاصب الذي ترعاه السعوديّة والإمارات وتدفع الأموال لتحقيقه.
هنيئاً للشعب اللبناني هذا الانتصار وهنيئاً للسيد حسن بهذا الشعب العظيم وهنيئاً لكافة القوى الوطنية التي حمت لبنان ورفعت راية انتصاره.. والعاقبة للمتقين.