شعارُ الحق.. موقفٌ وسلاح .. بقلم/ احترام المُشرّف
هناك قوتان بالعالم قوة العقل وقوة السيف، والصرخة تحمل القوتين معًا، ففيهما قوة العقل الذي عرف طريقَه وعرف اتّجاهَه وعرف عدوَّه، وفيها قوة السيف المعنوي الذي تنخلعُ به قلوبُ الأعداء بمُجَـرّد سماع أصوات المردّدين للصرخةِ أَو رؤية الشعار مرتفعاً.
وقد قالها القائد المؤسّس شهيد الحق مَن قالها واستشهد عليها: “قال لمن معه اصرخوا بها ردّدوها لا تخافوا استمروا عليها اليوم أنتم وحدكم تصرخون بها وغداً سيلتفُّ حولكم الجميع”.. وهَـا هي نبوءةُ القائد تتحقّق شيئاً فشيئاً.
فمن كان منهجه القرآن ودستوره القرآن يستشف ما سيكون من القرآن (لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِـمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) من سورة النساء- آية (148).
وصرخة الحق أتت في وقت قد بلغ الظلم أوجه وقد تعدى الظالم وبغى وقد آن للمظلوم أن يصرخ في وجه ظالمه، أتت الصرخة في وقت أصبح أمر المسلمين بيد غيرهم وقد تولى عليهم حكام لا يملكون من أمرهم شيء، نسوا الله فنسيهم، أتت الصرخةُ وقد دب الوهنُ والضَعف في أُمَّـة الإسلام؛ بسَببِ أنهم أصبحوا مسلمين بالوراثة ولم يعد لهم من الإسلام إلا ما يكتب في الهُــوِيَّة.
أتت الصرخة وقد زاد الظلم والطغيان من جبابرة الأرض، أتت الصرخة والتي كانت بدايتها في جبل مران اليمني الذي لم يكن يعرفه العالم حتى صدح بصرخة الحق، الصرخة التي تعيد الحق المسلوب من كُـلّ مظلوم في هذا العالم، الصرخة التي بدأت في الجبل لقوتها وشموخها كالجبل الأشم صرخة أزعجت العالم وعرفته أن أوان الرضوخ للظالمين قد بدأ أفوله، صرخة الحق هي التي ستزيل عروش الظالمين وجبابرة الأرض المتكبرين، صرخة الحق هي من ستحرّر العالم من الخدم في الجزيرة العربية ومن أسيادهم في أمريكا.
صرخة الحق هي أَيْـضاً من ستصدح في الحرم المكي لتحرّره، وفي الأقصى الشريف لتعيده، وهي أَيْـضاً من ستصل ذات يوم لتطلق مدوية في شوارع أمريكا وفي كُـلّ بقاع المعمورة لتحرّر كُـلّ حر من هيمنة الاستعباد وتعيد العباد لعبادة رب العباد صرخة الحق هي من ستنقذ الإنسان من ظلم الإنسان.
صرخة جبل مران كان أَسَاس انطلاقها الخلاص من الجور والظلم ليس لبلد بعينه أَو لفئة بعينها، إنها صرخة مِلكٌ لكل مظلوم في العالم وعليه أن يصدحَ بها وسيصدحُ بها كُـلُّ العالم؛ لأَنَّ الظلم قد بلغ حَدَّه، وكما كان لليمن الأسبقية في نشر الإسلام للعالم هو الآن يطلقُ الصرخة التي ستزعزع عروش الظالمين.
صرخةُ الحق كانت بدايتها فقط من اليمن أما منتهاها فسيكون في كُـلّ العالم وبكل اللغات وليس هذا من نسج الخيال أَو تمنِّي ما لا يكون، هذا ما سيحدث؛ لأَنَّها صرخة حق أُطِلِقَت في وجه كُـلّ ظالم، وإن غداً لناظره قريب.