وانتصرت إرادَةُ المقاومة .. بقلم/ محمد علي أبو مصطفى
نصرٌ جديد يضاف إلى سجل انتصارات محور المقاومة بفوز كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان، وهذا الأمر ليس اعتباطياً أَو محض صدفة، وإنما ينم عن وعي ونضج شعبي، فلبنان ليس بلداً جديدًا على مثل هكذا انتخابات، والمقاومة ليست وليدة يومها، بل هي خلاصة مخاضات وأحداث ومستجدات؛ لذلك فَـإنَّ فوزها وفي هذا التوقيت بالذات له أبعاده العميقة ودلالاته المهمة، فالشعوب العربية في ما مضى قد جربت كُـلّ التوجّـهات وكلّ المشارب السياسية، ووصلت إلى قناعة وإلى نضج جمعي مفاده أن التوجّـه الجهادي الإسلامي هو المخرج وهو الحل، ليس على مستوى الاقتدار العسكري والدفاعي فقط، وإنما على مستوى البناء والتنمية أَيْـضاً، فالشعار الانتخابي لكتلة الوفاء للمقاومة له أبعاده الكبيرة جِـدًّا جِـدًّا، شعب لبنان هو نموذج مصغر للرأي العام العربي، فالشعوب العربية أَو أغلب الشعوب العربية -إن صح التعبير- قد جربت جميع المشارب والتوجّـهات السياسية وقد ملت منها، بل وقد يئست منها حَــدَّ الإحباط، لذلك فتوجّـهها وقناعاتها بالتوجّـه المقاوم هو خلاصة تجارب ومخاضات كبيرة وكثيرة.
أثبت التوجّـه الجهادي المقاوم في لبنان أنه وحده الأقدر على مواجهة الغطرسة والعدوان الصهيوني في حين تلاشت كُـلّ التوجّـهات بل وتحطمت وتلاشت وانكسرت أمام الاجتياح الصهيوني للبنان، وكما أثبت فاعليته وقت الصراع العسكري سيثبت أنه -بعون الله- الأقدر على البناء والتنمية في شتى المجالات الأُخرى، هكذا هي رؤية وقناعات الأغلبية العظمى في الشعب اللبناني، قناعات الشارع العربي تضمحل وتتلاشى أن تحرز أيٌّ من التيارات السياسية الأُخرى أي مشروعٍ بنيوي ممانع سواءٌ أكانت تقدمية أَو اشتراكية أَو ليبرالية أَو غيرها، وتزيد قناعات الشارع العربي -بشكلٍ أَو بآخر- أن الرؤية القرآنية الشاملة هي وحدها التوجّـه الكفيل ببناء أُمَّـة قوية متماسكة فاعلة قادرة على بناء الواقع في كُـلّ المجالات عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وفكريا ً وفي شتى المجالات، نأمل أن يتنامى هذا النضج وهذه الروح الثورية لدى بقية الشعوب العربية.