الصرخةُ ترسانةٌ عسكرية لا تُكسر .. بقلم/ مرتضى الجرموزي
بصدق الكلمة والعمل ومشروعية الانتماء والهُــوِيَّة الإيمانية الحقة كان الشهيد القائد في مثل هذه الأيّام قد وضع لمسات البداية في مواجهة طغاة البشرية وأرباب الاستعمار والمتمثل بالصرخة في وجه المستكبرين واعتبرها سلاحاً وموقفاً وأبسط ما يقدمه الإنسان المؤمن وبها يغيظ أعداء الله ويكشف نواياهم المقيتة وأعمالهم الخبيثة التي تطال الأُمَّــة العربية والإسلامية دونما تمييز بين فئة وأُخرى ولم يركز كذلك على دولة أَو منطقة بعينها.
وبما أن المؤمن يرى بنور الله ويستبصر من خلال القرآن فقد رأى الشهيد القائد –رضوان الله عليه- بأن يقدّم للأُمَّـة من ينابيع الهدى ما يسعدها ويحفظ كرامتها في الدنيا والآخرة ومن دروسه المباركة والنيّرة وتوجّـهاته الإيمانية الجهادية الهادفة والتي تُعتبر إضافة إلى أنها سلاح وموقف ترسانة عسكرية لا تُقهر ولا تنكسر أمام ضربات الباطل وهي الضمانة والمشروع الذي يضمن لنا العيش الكريم والفلاح والرفعة فيما يرضي الله وحسب توجيهاته.
هي براءة من أعداء الله وفقاً لما أمر الله به أنبياءه ورسلَه بالبراءة من اليهود والنصارى من يستفحلون بشرّهم ويعيثون بفسادهم وبغيهم وغطرستهم بحق الشعوب المستضعفة والرافضة للهيمنة والاستكبار الإسرائيلي الأمريكي والذي يسعى دائماً لإركاع الشعوب عبر الأنظمة العميلة والمطبّعة مع الصهاينة على حساب قضايا الأُمَّــة ككل وقضية فلسطين بشكل خاص.
وهو ما انتهجه النظام اليمني البائد الذي شن حروبه الظالمة والعبثية على أبناء صعدة ومشروع وشخصية الشهيد القائد ومسيرته الحقة والمعطاءة والنابضة بالحياة في ظل الموت السريري التي كانت تعيشه الأُمَّــة والشعوب خنوعاً لأنظمة الجور وأئمة الضلال وأرباب النفاق.
لكن الشهيد القائد كان له رأيٌ آخر وتوجّـه قرآني إيماني صدع بالحق في مواجهة الظالمين وصرخ بالبراءة في وجه المستكبرين وقاتل دفاعاً عن مستضعفي الأُمَّــة نسائها وأطفالها ورجالها من ليس لهم سند أَو عون يقف معهم وهو ما جعل السيد حسين بدر الدين الحوثي، أن يقدّم نفسه شهيداً في سبيل الله وهو في مواجهة جيوش جرارة جلبها النظام العفاشي الذي ضن أن بمقتله ومقتل عدد من رفاقه قادة المشروع القرآني أنه قد انتصر ودفن مشروعهم وأنهى صرختهم وبرأتهم.
لكنه ومع مرور الأيّام خسر الرهان وفشل من إماتة القائد والمسيرة وهو يراها تتلألأ وتسطع في السماء وتتقدم على الأرض كعصا موسى تلقف ما جمع له عفاش وزبانيته ومن خلفهم النظام السعوديّ والأمريكي ليشهد العالم النهاية المخزية للنظام وسقوطه تحت أقدام رجال المسيرة القرآنية لتصل الصرخة إلى كُـلّ مكان في اليمن وفي العالم أجمع بينما قُتل الطغاة وهرب الأنذال والخونة ليبقى المشروع القرآني ودماء الشهيد القائد ورفاقه أعاصير أغرقت المعتدين وقزمت من حجمهم ودفنت مشاريع الضلال والظلام ليعيش اليمن عصر الحرية والاستقلال والسيادة متبرئ من جبابرة البشرية وعتاولة الإجرام وهو حق ووعدٌ من الله بأن ينتصر لمن ظلموا، والعاقبة للمتقين.