الهُدنة في أسبوعها الأخير.. إلى أين؟! بقلم/ خلود الشرفي

على عادة أهل الغدر والنفاق، من اليهود وأذيالهم الأعراب، لا يوفون بعهد، ولا يراعون ميثاق، ما زال هذا ديدنهم، وما زالت تلك سمتهم، الغدر والخيانة، هذا عنوانهم وبالخط العريض، وهذه سمتهم تطفو على السطح من جديد، وتبرز إلى الواجهة، وتحتل المكان، بين كم هائل من الإيمان المغلظة، والعهود المعمدة التي راحت في مهب الرياح..

لكن!!

لا يُلام العبد بأفعال العبيد، فمن عبَّد نفسه للطواغيت، وأهان كرامته بين أحذيتهم المنتنة، ومرغ أنفه في تراب أقدامهم المتعفنة ليس غريباً عليه نقض المواثيق، ونكث المواعيد، فهذه نفسياتهم التي بين جنبيهم تأبى إلا غدراً وخيانة، وهذه قلوبهم المظلمة تأبى إلا أن تزداد سواداً وظلاماً، فطبع الله على قلوبهم، فلم يهتدوا بضوء، ولم يلتمسوا نوراً، فتراهم يهرولون إلى التطبيع مع أعداء أمتهم، ضاربين بكل الأعراف والقيم والمبادئ عرض الحائط، فلم يعودوا يسمعون سوى نداء شهواتهم الحيوانية، التي لا تكاد تنتهي أَو تقف عند حَــدٍّ.

لينطبق عليهم قول الشاعر:

ومن يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرحٍ ميتٍ إيلامُ

سنوات طويلة من العدوان والقصف المتواصل، في هذه الحرب الكونية التي تدور رحاها على رؤوس الأبرياء المساكين، ليكونوا أول ضحايا القصف العشوائي في منتصف الليالي، وقبيل الفجر!!

لعلهم يُركِّعون هذا الشعب الأبي الصامد، أَو لعلهم ينالون بعض مرادهم من شرعنة العدوان، وإغلاق المنافذ الحيوية ليمن العزة والكرامة، يمن الصمود والاستبسال في تعدٍ صارخ لكل القوانين والمبادئ الإنسانية، ليدخل الشعب اليمني في حصار مرير، يمنع منه أهم مقومات الحياة..

فما كان من شعب الإيمان والحكمة إلا الصمود، والدفاع عن النفس بكل ما أُوتي من قوة، فلقنهم ضربات باليستية، وصواريخ حيدرية، كسرت اقتصادهم، وأرقت مضاجعهم، وأسقطت هيبتهم الكاذبة في الوحل..

ولأن طبيعة أهل اللؤم، التضرع عند المحن، والاستجداء عند الشدائد، فقد أخذ المعتدون يطالبون بالهُدنة، ويذرفون دموع التماسيح، وبالطبع فلم ينطلِ على أنصار الله مكرهم، وخبث نياتهم، لكن من قبيل إقامة الحجّـة عليهم أمام الله والناس..

وتمت الهُدنه بنجاح، ولكن من طرف واحد فقط، فقد ظل الشعب اليمني عند وعده ملتزماً بالهُدنة ما دامت سارية المفعول، على الرغم من الانتهاكات المتكرّرة، والخروقات المتعمدة، من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته اللئام..

واليوم ها قد أوشكت الهُدنة على الانتهاء، وأضحى وقتها على مشارف الرحيل بعد أن أنهكها العدوان نقضاً وكذباً وتزييفاً ونفاقاً..

فنرى أبواق العدوان، تتعالى من كُـلّ مكان مطالبة بتجديد الهُدنه، وإعادة سريان مفعولها الذي أوشك على الانتهاء ظناً منهم أنهم سيستفيدون لأطول فترة ممكنة، لإعادة ترتيب أوراقهم المبعثرة تحت أقدام المجاهد اليمني الصامد..

فتراهم ينوحون لذهاب الفرصة، ويبكون أَو يتباكون على هُدنة كانت بالنسبة لهم فرصة ذهبية لتقوية أجندتهم، وإعادة تموضعهم، لينكلوا بهذا الشعب على حسب قولهم..

ولكن هيهات لهم ذلك!!

فالشعب اليمني يمتلك من الوعي والبصيرة الشيء الكثير، إضافة إلى القيادة الحكيمة التي حباه الله عز وجلّ بها، وهو الشيء الذي تفتقده قوى العدوان وأجندة الضلال..

وما النصر إلا من عند الله، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com