مبادراتُ صنعاء وعظمةُ المشروع القرآني .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
المبادرةُ الإنسانيةُ التي أطلقها فخامة الرئيس مهدي المشاط، بشأن استعدادات حكومة صنعاء لفتح المعابر والطرق من طرف واحد في حال استمر تعنُّتُ فريق المرتزِقة المشارِك في مشاورات العاصمة الأردنية عَمَّان، أثبتت عظمةَ المشروع القرآني وجسّدت أخلاقَ المسيرة التي ترتكز عليه قيادتنا السياسية وتنطلق من خلاله في شتى المجالات سواء العسكرية أَو السياسية أَو الاقتصادية أَو الثقافية أَو غيرها من مجالات الحياة.
ليست المرة الأولى التي تطلق فيها صنعاء مبادرات من طرف واحد، فقد سبق مبادرة الرئيس المشاط العديد من المبادرات الإنسانية والتي كان أبرزها مبادرة صنعاء لوقف إطلاق النار من طرف واحد قبل شهرَين، وبموجبها أوقف الجيشُ واللجان والشعبيّة استهدافَ المنشآت الحيوية والنفطية داخل العمق السعودي، وهو ما نتج عنه ترحيبٌ دوليٌّ أفضى بإعلان الأمم المتحدة الهُدنة لمدة شهرَين أوشكت على الانتهاء.
وعلى الرغم من مساعي دول العدوان لعرقلة الاتّفاقيات الخَاصَّة بالأسرى الموقَّعة بالعاصمة الأردنية، ظلت حكومة صنعاء تبذل قُصارى جهدها لإنجاز هذا الاتّفاق وكم سمعنا وشاهدنا توجيهات القيادة الثورية والسياسية بالعفو والإفراج عن الأسرى التابعين للعدوان من طرف واحد كجانب إنساني لا يتمتع به الطرف الآخر.
ولا يزال الموظفون في اليمن حتى اللحظة ينتظرون سماعَ أية أخبار أَو انفراجة بشأنِ تجاوب دول العدوان مع مبادرة حكومة صنعاء التي أطلقتها قبل أعوام من طرف واحد والمتمثل بتوريد كُـلّ المبالغ المتحصَّلة من الجمارك والضرائب في ميناء الحديدة وغيرها من الإيرادات إلى فرع البنك المركزي بالحديدة تحت بند المرتبات والأجور على أن يقوم الطرف الآخر حكومة المنفى بتوريد ما تحت أيديهم من مبالغ النفط والغاز والجمارك والضرائب وغيرها إلى نفس البنك؛ كي يتم تسليم المرتبات لجميع الموظفين دون استثناء في عموم المحافظات اليمنية.
إلا أن هذه المبادرة الإنسانية لحكومة صنعاء كشفت الوجهَ الحقيقي لدول العدوان وأدواته بأنهم لا يريدون خيراً لهذا البلد ولا نية لديهم لأية حلول، وأن هدف السعودية والإمارات الوحيد هو تجويع وإفقار الشعب اليمني؛ كي يظل تابعاً للمملكة تستطيعُ أن تتحكم فيه كما تشاء وكما كانت تعمل منذ عقود قبل ثورة 21 سبتمبر 2014 التي أنهت الوَصاية السعودية والخارجية على هذا البلد وإلى الأبد بفضل الله.