مقاطعةُ البضائع الأمريكية و “الإسرائيلية” واجبةٌ على الجميع .. بقلم/ محمد عبدالقدوس الشرعي
منذ الوهلة الأولى للمسيرة القرآنية تحدث الشهيدُ القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان اللهِ عليه- عن الأهميّةِ الكبرى للمقاطعة الاقتصادية لحلف الكفر أمريكا و”إسرائيل”.
ولأنه كان يمتلكُ رؤيةً قرآنية، وبصيرةً ربانية، واستشرافاً جاوز الحدودَ والأعوام، أدرك مبكراً مكامِنَ ضَعف العدوّ، وسلّط الأضواء على القوة الهشّة لأعداء الله ورسوله، من خلال انهيارهم الأسرع إذَا ما تم تفعيل شعار المقاطعة للبضائع “الإسرائيلية” والأمريكية، ولن يتم تفعيل ذلك إلا بوعيٍ متكامل يدرك المرء مدى أهميته وسطوته الحقيقية في إخضاع جحافل الشر.
يقول الشهيد القائد: “المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جِـدًّا ومؤثرة جِـدًّا على العدوّ، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده, وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جِـدًّا عليهم, لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعة، تتخذ قراراً بالمقاطعة؛ لأَنَّ الأمريكيين يعتبرونها حرباً، يعتبرون إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرباً، لشدة تأثيرها عليهم”.
ولن يستجيبَ للمقاطعة الاقتصادية إلا من كان ذا وعي يدرك ما يدور حوله كمسلم، ويعرف أن أعداء الإسلام يخططون باستمرار للسيطرة الكلية على البشر، ويفقه أن سلاح المقاطعة بيده إن شعر بحجم الخطر، ويعلم جيِّدًا أن وعي المقاطعة الفردية هو طريق المقاطعة الجماعية على مستوى الشعوب المستهلكة لبضائع تحالف الشر.
والجميع يستطيعون تحقيق هدف المقاطعة الاقتصادية إن شعروا صادقين بقبح أمريكا وإسرائيل ومدى تربصهم بالشعوب المسلمة، حينها سيمتلئون سخطاً وغيظاً ضد الهيمنة الاقتصادية للعدو، ويحقّقون الغاية الكبرى من هذه المقاطعة.
ولتحقيق هذا يقول الشهيد القائد: “إن هؤلاء بإمْكَانهم أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية, أَو منتجات الشركات التي لها علاقة بالأمريكيين, وباليهود أَو بالحكومة الأمريكية نفسها, وحينئذ سيرون كم سيخسرون؛ لأَنَّ من أصبح ممتلئاً سخطاً ضد أمريكا وضد إسرائيل أليس هو من سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية؟ والمقاطعة الاقتصادية منهكة جداً” ويؤكّـد أن “كلّ هذه الإمْكَانيات الهائلة لدى أمريكا، لدى العرب حَـلّ يوقفها كلها, يتوقفوا من تصدير النفط, ويقاطعوا أمريكا اقتصادياً, تتوقف كلها هذه, تتوقف، إذَا ما هذا سلاح في أيديهم؟ سلاح في أيديهم, هذا السلاح يعتبر واجباً عليهم, مفروض, مفروض”.
ولأَنَّ سلاحَ المقاطعة الاقتصادية يتوفر بشكل كبير لدى العرب خُصُوصاً فَـإنَّ نتائجه ستكون أكبر، وستصيب العدوّ في مقتل كما يوضح الشهيد القائد “إذا توقف النفط, وتوقف الناس عن شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية, في الأخير تراها تتوقف, تراها تتوقف كلها؛ لأَنَّ الالتزامات المالية تكبر جِـدًّا جداً كلما علت التقنية في استخدام الأشياء, تكون الخساراتُ كبيرة جِـدًّا كلما علت التقنية, وما هي كلها تقوم على جهودها الذاتية من أوليات إلى آخر شيء هي عليه, فهم مربوطون بالعرب, مربوطون بالبلاد العربية”.
ومصداقاً لذلك ووضعاً للنقاط على الحروف يرسم الشهيد القائد نتائج معركة المقاطعة الاقتصادية “في الأخير سترى كم ستطلع من أرقام كبيرة من ملايين الدولارات خسارات للشركات الأمريكية, والأمريكيين ما حركتهم هذه الكبيرة إلا بتمويل العرب، بعائدات أموال العرب، الاستثمارات الكبيرة التي لديهم، البلاد العربية سوق كبيرة لمنتجاتهم وشركاتهم”.
ينبغي علينا بعد كُـلّ هذا أن نفهم أن سلاح المقاطعة الاقتصادية هو الأسرع فتكاً بالعدوّ والأشدّ ضراوة عليه ضمن مواجهتنا المفتوحة مع العدوّ في شتى المجالات كما ذكر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في محاضرته الرمضانية بمناسبة يوم القدس لهذا العام بقوله: “المعركة مع العدوّ الصهيوني هي معركةٌ مفتوحة: في المجال السياسي، في المجال الإعلامي، في المجال الثقافي والفكري، في المجال الاقتصادي… في كُـلّ مجال، وأن نتحَرّك وأن يكون موقفنا واضحًا ضد هذا العدوّ في كُـلّ الاتّجاهات، وأن نهتم بالمقاطعة، المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية جزءٌ من المواجهة”.
تجدر بنا الإشارة إلى أنه منذ انطلاقة المشروع القرآني في أوائل عام 2002م جعل مقاطعة البضائع الأمريكية و”الإسرائيلية” من أولوياته، لما لذلك من أهميّة كبرى وسلاح فعاّل في حسم المواجهة مع الشيطان الأكبر وهدم بنيانه الأوهى من بيت العنكبوت.