حقيقةُ الحصار وصوابيةُ الخيار في مواجهته .. بقلم/ فهد شاكر أبو رأس
سبعة أعوام من العدوان والحصار على شعبنا اليمني كانت كفيلة لأن يعي هذا الشعب ويدرك جيِّدًا حقيقة هذا العدوان والحصار وأن دول الاستكبار العالمي هي من فرضت عليه العدوان وحاصرته من البداية، اليوم شعبنا اليمني وبعد مضي سبعة أعوام ونصف العام من العدوان عليه والحصار أصبح يدرك ويعي أنه ما من حصار فُرض على بلد ما من قِبل دول الاستكبار العالمي إلا وكان الهدف منه هو إخضاع ذلك البلد وتركيعه لأجندة خارجية وأجنبية، وما الشرعية المزعومة وإعادتها إلا مطية يستخدمونها لأجل إخضاعه واحتلال أرضه.
لهذا فليعلم العالم أجمع وعلى رأسه الأمم المتحدة أننا في اليمن شعباً وقيادة ومكونات اجتماعية وأحزاب سياسية وقبائل وجدنا أنفسنا منذ بداية هذا العدوان والحصار العالمي علينا أمام خيارين.
إما أن ننتظر صحوة ضمير العدوّ وقوى الاستكبار العالمي وهذا هو المستحيل بعينه، وإما القبول بهذا التحدي والعمل على تحويل هذا الحصار وهذا التهديد إلى فرصة نتوجّـه من خلاله توجّـهاً جاد ومسؤول نحو استصلاح الأرض وزراعتها إلى أن يتحقّق لشعبنا اليمني الاكتفاء الذاتي وهذا ما اخترناه وقد أشار إليه السيد القائد (حفظه الله) مؤخّراً في لقائه بقبائل ذمار حيث أشاد بدورهم الكبير والبارز في مواجهة العدوان، وحث أَيْـضاً في اللقاء، شعبنا اليمني على ضرورة الاهتمام بالزراعة والسعي الحثيث والجاد في سبيل تحقيق التكامل بين الشعب والدولة، كون أن بلدنا هو بلد زراعي متميز، وإنما أفسدته تلك السياسات والحكومات السابقة العميلة والمرتهنة للوصاية الخارجية.
ومنها أَيْـضاً التوجّـه الجاد والمسؤول للعناية بالجانب الأمني وهذا ما لفت إليه الرئيس مهدي المشاط في حفل التخرج لدفعة من كلية الشرطة، حيث أشار في الحفل إلى أن دول العدوان ومرتزِقتهم لا تبدوا عليهم أية نوايا صادقة وجادة في تنفيذ بنود الهُدنة، ولهذا فَـإنَّ صنعاء لن تدخر جهداً للقيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها.
فمن خلال سلوك دول العدوان ومرتزِقتهم مع الهُدنة وتعاملهم معها يتضح لنا تنصلهم عن الالتزام ببنودها وعرقلتهم لها والسعي في إفشالها منذ اليوم الأول للهُدنة، حيث أن دول العدوان بين الفينة والأُخرى تحتجز سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، وترفض المعالجة الكاملة لمِلف الأسرى، وهذا الرفض والتعنت يأتي بالتزامن مع سماح حكومة صنعاء للصليب الأحمر بزيارة أسرى دول العدوان ومرتزِقتهم، عكس ما قامت به دول العدوان من منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة أسرى الجيش واللجان الشعبيّة خشية أن ينكشف حجم إجرامها بحق الأسرى وانتهاكاتها الجسيمة بحقهم.