قائدُ الثورة يقدِّمُ التقييمَ الرئيسي لتحَرّكات العدوان: هُدَنٌ مؤقتة وإعدادٌ مُستمرّ للتصعيد
المسيرة: خاص
قدّم قائدُ الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته الأخيرة خلال لقائه بوجهاء محافظة ذمار، تقييماً نهائيًّا ورئيسياً لكل تحَرّكات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي والأمم المتحدة تحت عنوان “السلام” و”التهدئة” بما في ذلك الهُدنة التي انتهت أمس، إذ أكّـدَ على أن كُـلَّ هذه التحَرّكات ذات طبيعة “مؤقته” لا تنطوي على أية رغبة حقيقية في حَـلٍّ مستدام، بل تأتي كخططٍ لترتيب أوراق الاستهداف المُستمرّ، وهو ما يحملُ رسالةً واضحةً للعدو بأن مساراتِ ردعه وتأديبه هي مسارات حتمية، وأن كُـلّ ما يسعى لكسبه من خلال التهدئات المؤقتة، لن يساويَ شيئاً عندما يصطدم مجدّدًا بمعادلات الواقع؛ لأَنَّ خططه باتت مكشوفة بالفعل وهناك استعداد مسبق لإحباطها.
تقييمُ قائد الثورة لطبيعة تحَرّكات العدوّ، تشهدُ عليه كُـلُّ معطيات سلوك تحالف العدوان فيما يتعلق بملف السلام ليس الآن فحسب بل منذ سنوات، حَيثُ لم يسبق أن أبدت دولُ العدوان حتى الآن أية رغبة حقيقية في إنهاء الصراع، وهو الأمر الذي تبلور بوضوح أَيْـضاً خلال الهُدنة المنتهية.
وبالتالي فَـإنَّ تجاوُبَ صنعاء مع هذه التحَرّكات برغم وضوح غايتها وطبيعتها للقيادة، يوضحُ امتلاكَها حساباتٍ سياسية وعسكرية واسعة وشاملة تتيح لها تحويل “مراوغات” العدوّ إلى فرص لتخفيف معاناة المواطنين ولفضح حقيقة استخدام دول العدوان للملف الإنساني كأدَاةٍ للمساومة وكسب الوقت ضمن خططها التي تصطدم في النهاية بيقظة عالية من الجانب الوطني، وسرعان ما ترتد بتداعيات سلبية على دول العدوان نفسها.
وعندما يؤكّـدُ قائد الثورة أن “الأعداءَ يواصلون استهداف البلد على كُـلّ المستويات ويواصلون ترتيباتهم العسكرية؛ بهَدفِ التصعيد في المراحل المقبلة” وأنهم “يرتبون لمؤامرات اقتصادية وسياسية وشاملة” فَـإنَّه يوضحُ أن مسعى العدوّ لتقييد خيارات صنعاء وتشويش رؤيتها من خلال “التهدئة” هو مسعى خائبٌ تماماً، وهو ما يحكم مسبقًا بفشل الترتيبات التي يجهزها العدوان؛ لأَنَّ مسار المواجهة قد أثبت طيلة السنوات الماضية تميز صنعاء باستباق مؤامرات أعدائها وقدرتها على تحويل تلك المؤامرات إلى ضربات عكسية مزلزلة، كما أثبتت أن فشل تحالف العدوان في ميدان المواجهة يحتاج إلى ما هو أكثر بكثير من مُجَـرّد “كسب الوقت”.
في هذا السياق، علق نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزّي، على إعلان المرتزِقة عن “رفع الجاهزية القتالية”، قائلاً: إنه “لا ضير في ذلك ولكن عليهم أن يحبسوا أنفاسَهم عند ارتكابهم أول حماقة”.
وأضاف: “لا أريدُ استباقَ الأحداث بأي حديث، ولكن ما يرفضونه منا اليوم سيبحثون عنه غداً“.
رسالةٌ سياسية عسكرية واضحة تؤكّـدُ صنعاءُ ومن واقع قراءتها الدقيقة لطبيعة تحَرّكات العدوّ، أنها قد أعدت العدة لتحويل أية خطوة عدوانية إلى مأزق جديد له، وهو مأزق تعلم صنعاء أَيْـضاً أن العدوّ لن يجد مخرجاً منه إلا بالعودة إلى ما تطرحه هي على الطاولة، كما فعل بالضبط عندما لجأ إلى الهُدنة للهروب من مأزق عمليات “كسر الحصار” العسكرية.