مبادرةٌ أُحادية تؤكِّـد المؤكَّـد..! بقلم/ هنادي محمد
الجولة الثانية من مناقشات عمَّان المتعلقة بتمديد الهُدنة تكشف من جديد، بل بصحيح العبارة تجدد تأكيد نوايا تحالف العدوان ومرتزِقته أنهم دُعاةُ حربٍ، الهُدنة بالنسبة لهم مراوغة لإعادة ضبط خططهم ومشاريعها وترتيب صفوف مرتزِقتهم؛ وإلا لِمَا التعنُّتُ في مسألة فتح الطرق في محافظة تعز وتحييد الملف الإنساني؟!؛ لأَنَّ المتضرر الأول هو المواطن الذي تتضاعف معاناته بصعوبة التنقّل داخل المحافظة نفسها!
والأكثرُ بشاعةً من نواياهم السوداوية هو ما يصرّحون به من تضليل للرأي العام، مبرّرات واهية تجعلهم يتدحرجون إلى الأسفل في كُـلّ مرة، لم يخجلوا في إعلانِ استنكار ورفضِ المبادرة الأُحادية التي تقدّم بها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط والتي أثبتت كالعادة حُسْنَ نوايا صنعاء ولجنتها العسكرية الوطنية ووفدها المفاوض وكامل جديتهم في رفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني وفك الحصار عنه لتجسد بذلك المفهوم الحقيقي للسّلام.
وبالرغم من عدمِ تنفيذهم لبنود الهُدنة كاملة، بل على أقل تقدير تنفيذ بعض من بنودها على أكمل وجه، قيادة صنعاء ما زالت تتعامل في المناقشات بكل حِكمة وسعة صدر؛ لأَنَّها تضعُ في حُسبانِها وأمام ناظريها قبل كُـلّ شيء الشعبَ ثم الشعب ومصالحه وكل ما يسهم في الوصول به إلى بر الأمان.
في مقابل حكمةِ التفاوض يحضُرُ الصبرُ الاستراتيجي لتوضعَ فيما بعدُ النقاطُ على الحروف التي يجرى حَـاليًّا وضعُها حيثما يجبُ أن تكون؛ لأَن لا تكون علينا حُجّـةٌ متأخرةٌ لتمنع قوى العدوان عن نفسها ردةَ الفعل الساخطة والغاضبة إزاء الحالة العدوانية المتجذّرة في نفوسهم، والعاقبـةُ للمتَّقيـن.