الهُدنة بين النكث والتمديد .. بقلم/ منير الشامي
مما لا شك فيه أن العدوَّ ممثلاً بالنظام السعوديّ المجرم وتحالفه ومرتزِقته يدركون تماماً أنهم خسروا الحرب العسكرية وأن النتيجة النهائية التي تمخض عنها عدوانُهم وحصارهم طوال سبع سنوات هي الهزيمةُ والانكسار، وأصبحوا اليوم يدركون جيِّدًا أن يمن اليوم غير يمن الأمس وأن مملكة الأمس غير مملكة اليوم، فاليمن زاد بفضل الله قوة وبأسًا وانتقل من أدنى مستويات الضعف إلى مستويات متقدمة من القوة والاقتدار والردع وامتلاك القرار.
بينما انحدرت المملكة من مستويات القوة الاسمية إلى دركات الضعف الواقعي والحقيقي التي حاولت إظهاره بغير حقيقته قبل الحرب وعجزت عن ذلك خلال سنوات عدوانها، فالحرب كشفت حقيقتها وحقيقة ثالث جيش في العالم من حَيثُ التسليح والإنفاق العسكري اللذين لم يشكّلا فرقاً في موازين المواجهات العسكرية.
ومن المؤكّـد أن نظام الرياض عرف أن الاستمرارَ في الحرب ليس في مصلحته منذ وقت مبكر، إلا أن قرارَ إيقافها ليس بيده، بل بيد سيده الأمريكي والبريطاني، وأن الهُدنة هم مَن وجّهوه بها؛ حرصاً على مصالحهم لا على مصالحة كنتيجة للحرب الروسية الأكرانية؛ كون هذه الحرب بالنسبة للغرب هي حربُ نفوذ، ربما ينتج عنها تشكيلُ خارطة هيمنة جديدة تختلفُ جذرياً عن سابقتها ويتقلص نفوذهم وهيمنتهم في الشرق الأوسط ويحل محلهما هيمنةُ الدب الروسي، خُصُوصاً في ظل ضعف الموقف العربي وهوانه؛ بسَببِ أنظمة العمالة الخانعة لهم.
كما أن خروقاتِ الهُدنة في مدتها الأولى والتي مارسها نظامُ الرياض ومرتزِقته وعرقلته لتنفيذ بنودها إنما كان تنفيذاً لتوجيهات الأمريكي والبريطاني، وسيتلقى نفسُ التوجيهات في مدة التمديد الجديدة منهم، وهذا ما يعلمه اليمنيون -قيادة وشعباً- وما موافقةُ قيادتنا على تمديد الهُدنة إلا للتأكيد على جديتها وحرصها على إحلال السلام العادل بالدرجة الأولى ولأسباب أُخرى في نفس يعقوب سيعرفها الشعب في حينه.
والخلاصةُ أن العدوَّ الأمريكي والبريطاني يراهنون على أمل أن تتغيّر نتائجُ الحرب الروسية الأوكرانية لصالحهم؛ ليعودوا بعدها لاستئناف العدوان، بينما رهانُ الشعب اليمني على الله سبحانَه وتعالى لا على الخلق، فهم يريدون ونحن نريد والله سيفعلُ ما يريد، والعاقبة للمتقين.