اسمعوا المعمورةَ أن “الصرخة” مفتاح الأقصى .. بقلم/ كوثر العزي
موقف وسلاح، عـزة ونهضة، مجد وصمود وكرامة، سمو وعلو، نصر وعزة، هي تلكم الجمل الخمس، سلاح أقوى من الحديد، رصاص يخرج من حناجر الأنصار، وزنادها قبضاتهم، عاملها النفسي مبيد وبشكل جبار.
حُجتك أنت المؤمن أمام ربك، كذلك خصيم بينك وبين أعداء الإسلام، لا يصرخ بها إلا ذُو عزم قوي وذو إرادَة جبارة.
صرخ الشهيد القائد في وجه كُـلّ مستكبر وظالم.
لم يخف قلة أنصاره، حتى كثر من يطالب بإزهاق روحه الطاهرة.
جعل الله أكبر سلاحه وموقفه المشرف بينه وبين أعدائه.
هتف بالموت لمن أمسكوا زمام أمور الدين وقاموا بتحريفه، وفي زمن الخضوع والانبطاح، هتف بالموت لأمريكا يليها الموت لإسرائيل.
لعن من لعنهم الله في كتابه، من خشي العرب مكرهم وسلموا لهم رقابهم خشية الموت، نسوا الله الذي بيده ملكوت كُـلّ شيء، وارتعدت فرائصهم خوفًا من غير الله.
فقالها جهرًا وعلى رؤوس الأشهاد: اللعنة على اليهود.
نعم أيا ابن البدر قلتها يوماً النصر للإسلام فكنت خير من نصر الإسلام وأهله.
بالأمس يا من تغيظكم وتميتكم تلك الصرخة قهرًا، ببيع القُدس على طاولات مزاد التطبيع العلني، وأغمضت الأعين العربية أجفانها، وفتحت قلوبها المُدجنة بالسلام مع من لا سلام معه، تغنت العرب بالتقرب من إسرائيل العدوّ اللدود للعرب والمسلمين، وبات ذلك الماسوني يصول ويجول في أرجاء المعمورة كما لو أنها أرضه! ضاقت الطرق التي تُـؤدي لنصرة القدس إلا طريقاً واحداً، وتهاوت الأيادي تبحث عـن التشبث بالحبال اليهودية، جماعة منافقة تعربد وتتطاول وتبيع مقدساتها، متناسية قوله تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) من سورة البقرة- آية (120).
بلا خوف أَو رهبة من أن ينالهم سخط من الله لعصيانهم له واتباعهم ملة اليهود!
وهل رضيت عنكم؟ هل من هي أوهن من بيت العنكبوت من ستحميكم إن حَـلّ عليكم غضب الله وعذابه؟ انجريتم للعاصفة الماسونية، مـاذا بعد يا من تغنيتم بالإسلام وقدسكم اليـوم تنادي أيا أُمَّـة محمد أفيقوا فو الله إن الأفق ضاق، والأرض اليوم تُداس وتدنس، والزيتون يقلع من جذوره، القيود على أيدي الأحرار تقفل، واليهود تجبروا بأعلامهم يطوفون وبطقوسهم يفسدون في أرض هي أولى القبلتين.
ماتت العروبة، وسلبت الغيرة، وحُرقت شهائد الإسلام، وتلاشت بقايا الانتماء للدين لديكم.
في قعر التطبيع كرس العدوّ عدته وَتوسعت دائرة إسرائيل وفي خضم الصراع العربي تملكت إسرائيل السيادة، تمركزت قوى الاستكبار وعلت شوكتها، واستغلت الفرص وطبعت مع من نهش دينه، وأتلف وعيه وأكل الدود بقايا عقله.
“موتاً لكِ يا أمريكا موتاً مع إسرائيل” مـاذا عـن تحَرّك الأعداء تجاه ذلك الشعار! أليست مصطلحات فقط تُهتف! وأنهـا بعيدة كُـلّ البعد عن فئة أنصار الله وأمريكا في ساحة الصراع! والمعركة تحصل في ساحة العرب فقط! لما تغضبك إن كانت لا تؤذيك؟
أتزعجكَ أنت أتغيظك أتقتل فيك شعور الأمان؟
أين ستصل بك عروبتك وأين سيبيعك خوفك؟! كفاكم سكوتاً كفاكم خضوعاً، اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم من يساندكم، اربطوا على قلوبكم بـكلمة فاعلم أنه لا إله إلا الله، وتحَرّكوا في المنطقة، كـونوا كأصحاب الكهف حين زادهم الله هدى وربط على قلوبهم.
الله سيُهيئ لنا الساحة سينصرنا سيكتب لنا الغلبة إن نحن توليناه ورسوله والمؤمنين..