مَن يحاصر تعز هو من يحاصِرُ اليمن .. بقلم/ فهد شاكر أبو رأس
كالعادة يضعُ مرتزِقةُ العدوان ومشغِّلوهم العُقدةَ تلو العقدة في المنشار، ومع كُـلّ جولة وصولة وعند مفترق كُـلّ طريق، تظهرُ لنا جليًّا عبوديتُهم وسمسرتُهم للعدوان وانبطاحُهم.
ولطالما تعنتوا وسعَوا في سبيلِ إحباط أية مصلحة إنسانية أَو وطنية في كُـلّ المناقشات والمفاوضات المنعقدة بينهم وبين وفدنا الوطني منذ بداية العدوان.
انتهت الجولةُ الثانية من مناقشات عَمان بتعنت واضح وصريح من طرف المرتزِقة ورفضٍ معلَنٍ على مرأى ومسمع العالم وعلى رأسه الأمم المتحدة لمبادرة اللجنة العسكرية الوطنية بفتح ثلاث طرق في محافظة تعز، محاولين بذلك استغلالَ المِلف الإنساني واستثمارَه عسكريًّا في المحافظة، كما هو حالهم وتعاملهم مع المِلف الإنساني اليمني بشكل عام، وكأن صنعاءَ المحاصَرة أصلاً هي من تحاصِرُ اليوم تعز وليس تحالف العدوان المُحاصر للشعب اليمني بأكمله منذ أكثرَ من سبعة أعوام متواصلة؛ بهَدفِ إخضاعِه وإذلالِه والنيلِ منه.
الحقيقةُ هي أن من يحاصر اليوم تعز هو من يحاصر اليمن بأكمله منذ أكثر من سبعة أعوام من شرقه إلى غربه ومن شماله حتى جنوبه، وأبناء تعز هم جزءٌ لا يتجزأ من أبناء الشعب اليمني المحاصَر والمعتدَى عليه ظلماً وعدواناً، ولطالما تصدرت الحالمة تعز بتنوعها الكثير من العناوين في هذا الوطن، ولها الدورُ المهم والمحوري في مواجهة قوى العدوان والتصدي له بكل الاعتبارات، وهذا ما أشار إليه السيدُ القائد (حفظه الله) في لقائه بمشايخ ووجاهات محافظة تعز مؤخّراً، مذكِّراً إياهم بجرائمِ تحالف العدوان في محافظتهم وممارستِه لجرائمِ القتل والسحل والصلب فيها، وتدميره الممنهج لبنيتها التحتية والعمل على نشر الفوضى وتكريس الاختلالات الأمنية فيها من بداية العدوان على شعبنا اليمني المسلم.
ومن أجل قطع دابر المتاجَرة والاستغلال السياسي والعسكري للمعاناة الإنسانية في محافظة تعز، أكّـد السيد القائد (حفظه الله) في اللقاءِ جهوزيةَ الطرف الوطني واستعدادَه لفتح طرقات يكونُ من شأنها خدمةُ المواطنين في المحافظة ومساعدتُهم إنسانياً، كمبادرةٍ أُحاديةٍ أَو عبر اتّفاق، وهذا الأمرُ مفروغٌ منه، والترتيبُ جارٍ لذلك.