اللواء خالد باراس -رئيس الحراك الجنوبي بمؤتمر الحوار- في لقاء لقناة “المسيرة”: الوَحدةُ حقّقها المناضلون الأحرار في وجه الخارج وليس المرتهنين له
المسيرة: خاص
كشف رئيسُ مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، اللواء خالد باراس، عن البدايات الأولى لتحقيق الوَحدة اليمنية، مؤكّـداً أن الحركاتِ الوطنيةَ الوَحدوية بدأت منذ انطلاقة أعمال الجبهة القومية وباقي الفصائل التي ثارت بوجه الاحتلال البريطاني في ستينيات القرن الماضي.
وقال اللواء خالد باراس، أمس الجمعة، في برنامج “ساعة للتاريخ” على قناة المسيرة: “إن الوحدة اليمنية متجذرة، وقد ناضل الثوار ضد الاحتلال البريطاني؛ مِن أجلِها”.
وَأَضَـافَ اللواء باراس “الجبهةُ القومية حملت مفهومَ الوَحدة اليمنية منذ البداية ومنذ بواكير النضال والثورة ضد المستعمر”، مؤكّـداً أن “الثوارَ ضد الاحتلال البريطاني دعوا إلى يمنٍ واحدٍ منذ البداية والجبهة القومية دعت إلى يمن واحد، أي ثورة ليمن واحد”.
ولفت إلى أن “جذور مسألة وحدة اليمن عميقة، وكلّ الحركات العربية القومية متفقة عليها، ليس هناك خلافٌ بينها، لا الحركة الناصرية، ولا حركة القوميين العرب، ولا حزب البعث العربي الاشتراكي”.
ونوّه اللواء خالد باراس إلى أن “أَسَاسَ الوحدة اليمنية أعلنت مع إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر67م”، ناسفاً بذلك ما يروِّجُ له أدعياءُ الوَحدة، الذين باتوا في أحضان الأنظمة الخليجية الرامية إلى تمزيق اليمن الموحد، وتحويله إلى كنتونات متصارعة منقسمة على الدول الطامعة.
وتابع حديثه “مع الاستقلال أكّـدنا على الوَحدةِ لكنا لم ننضم للدولة اليمنية الواحدة لأسباب كانت متعلقة بالاستقرار فقط”، مستدركاً “مع الاستقلال حاولنا ألا ننضم للدولة اليمنية الراهنة لأسباب كثيرة الموجودة في ذلك الوقت، يعني في 67”.
ولفت باراس إلى أن “بيان الاستقلال أكّـد على موضوع الوحدة وأسمى الدولة الناشئة في عدن بجمهورية اليمن الجنوبية”.
وقال: “كان اسم الدولة الناشئة التي تأسست في الجنوب (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيّة) تأكيداً للهُــوِيَّة، فانتقلت فيما بعد حين تأسس الحزب الاشتراكي إلى جمهورية اليمن الديمقراطية”.
وعرج باراس على أدوات الاحتلال الجديد الذين استقدموا مسمًّى جديداً لجنوب اليمن، مؤكّـداً أن “الخروج عن الهُــوِيَّة أَو الدعوات لما يسمونه الجنوب العربي والعمل للانفصال عن اليمن، أنا شخصيًّا أنظر لها أنها زَيِّ (مثل) الشيء الغريب المتناقض مع نفسه”.
وأردف بالقول: “الدولة الجنوبية هي دولة يمنية والعلم الذي يرفع اليوم هو علم جمهورية اليمن الديموقراطية، والعلم هو علم اليمن الديمقراطية، هذا هو العلم، والاسم (الجنوب العربي) مجهول”، مُشيراً إلى المصطلح الذي يتناوله مرتزِقة الاحتلال الجديد، بقوله: “لا يقولون عودة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية، لا، هناك يحطوا وسطها الجنوب العربي، في أية فرصة مناسبة في سطر معين الجنوب العربي، -يعني- البحث عن هُــوِيَّة، هنا السر، أن تبحث عن هُــوِيَّة جديدة”.
وأكّـد باراس أن “التنكر للهُــوِيَّة مسألة لا تحتمل النقاش، نحن يمنيون وهذه الهُــوِيَّة اليمانية هُــوِيَّتنا، نحن متساوون فيها، ما أحد له حق يعتبرها تبعه حقه”.
وعرج رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني على الإرهاصات التي تلت توقيع الوحدة، مُشيراً إلى أنه “مع بداية الحراك الجنوبي من بدايته 2007، بدأ الأعداء بنشر الكراهية بين الجنوب والشمال، بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال عُمُـومًا، وعلى هذا اختلفنا في الحراك”.
وقال: إن “أبناء الجنوب لهم قضية حقوقية وكثير من المطالب الخَاصَّة حول الوحدة”، مُضيفاً “الوصول إلى مسألة تصحيح مسار الوحدة وترتيب كُـلّ ما يرتبط بها مطلب منشود من الجميع”.
وتابع حديثه “نريد أن نُنْهي كُـلّ السلبيات التي راكمت مسيرة الوحدة منذ قيامها ونأتي بإيجابيات، بحيث أنه هذه الوحدة لا تكون هكذا – يعني– عزفاً، تكون مرغوبة أَو جاذبة للناس”.
ولفت إلى واحدية المشروع الاستقلالي التحرّري بين شمال اليمن وجنوبه منذ عهد الاحتلال البريطاني، مؤكّـداً أن “الجبهة القومية كلها في كُـلّ المناطق، حَيثُ القيادات الراسخة الحزبية المنظمة، -يعني- كان الاتّفاق حتى على الاسم (جمهورية اليمن الديمقراطية)”.
ونوّه باراس إلى أن “الثورة ضد المحتلّ البريطاني قامت مسنودة من شمال اليمن من صنعاء وَتعز”، مُضيفاً “نحن متفقون كثورة كثوار شمالاً وجنوباً، بيننا علاقتنا كثوار حركة واحدة في الثورة”.
واستطرد “كان للحركة القومية التي بدأت الثورة فرعها الرئيسي في البداية كان هنا في صنعاء، وفي تعز أَيْـضاً، وفي عدن وَحضرموت، وتشكلت فروعها تقريبًا في وقت متقارب”.
ولفت إلى أنه “كانت الحركة تقوم بالتهيئة لثورة شعبيّة مسلحة ضد الاحتلال البريطاني، وتنظيم المسيرات والمظاهرات”.