الشلل الاقتصادي يضرب جنوب المملكة ونزوح جماعي للاستثمارات.. الخسائر غير المباشرة للعدو تتجاوز الـ 100 مليار دولار وانهيار الأسهم يكسر حاجز الصمت
صدى المسيرة/ رشيد الحداد
بينما تتحدَّثُ الأَرْقَامُ عن ارتفاع الخسائر المباشِرَة للدولة العدو السعودي يَــوْماً بعد يوم منذ أكثر من 300 يوم من عُــدْوَانها الغاشم على الشعب الـيَـمَـني، والتي بلغت أعلى المستويات وكادت تصيبُ الاقتصادَ الريعي لدولة العدو بالإفلاس؛ نتيجة ارتفاع النفقات العامة على العُــدْوَان وارتفاع فواتير شراء السلاح إلَـى أكثر من 60 مليار دولار مقابلَ انخفاض الإيرادات المالية للعدو الذي يعتمد بنسبة 90 % على مبيعات النفط الذي خسر هو الآخرُ منذ أواخر العام 2014م حتى الآن أكثرَ من 70% من قيمته الشرائية، وهو ما دفع مؤسسات التمويل الدولية العالمية إلَـى تخفيض التصنيف الائتماني لاقتصاد دولة العدو إلَـى من الدرجة الموجبة إلَـى السالبة.
تصاعدت الخسائرُ المباشرة لدولة العُــدْوَان السعودي خلال ذات الفترة إلَـى أعلى المستويات إلَّا إنها حاولت التكتُّمَ على الأَرْقَام الحقيقية لتلك الخسائر التي لا يُستبعد أن تتجاوز الـ 100 مليار دولار، وبسبب عُــدْوَانها الظالم على الشعب الـيَـمَـني تراجعَ أداء الأسواق المالية والعقارية والتجارية إلَـى أدنى المستويات، وعلى الرغم من إخفاء الأمر، إلَّا أن مستوى أداء سوق الأسهم السعُوديَّة الذي يعد ترمومتراً للحركة التجارية والاستثمارية المحلية كشف عن مدى الارتداد غير المحسوب لعُــدْوَان آل سعود على الـيَـمَـن على مختلف القطاعات الاقتصادية في المملكة.
خسائرُ فادحةٌ للأسهُم
فالأسهمُ السعُوديَّة سجّلت خلال العام الماضي أسوأ أداء منذ ثماني سنوات، بضغط من معظم القطاعات والأسهم، لتغلقَ عند 6911 نقطة بخسائرَ وصلت نسبتها 17 في المائة لتصل خسارتها السنوية العام المنصرم 233 مليار ريال سعودي، وفي ظل ارتفاع مؤشرات انهيار اقتصاد العدو السعودي جراء انخفاض أسعار النفط إلَـى أدنى المستويات وارتفاع فاتورة العُــدْوَان على بلادنا، افتتح سوقُ الأسهم السعودي العام الجاري بخسائرَ قياسية جديدة الأولى منذ خمس سنوات، وخسرت عشرات الشركات السعُوديَّة مليارات الدولارات من قيمة أسهمها الشرائية في سوق الأسهم منذ مطلع الأسبوع، ولا تزال المؤشرات الحمراء تسيطر على أداء سوق تداول حتى الخميس، وفقدت سوق الأسهم السعُوديَّة 87 مليارَ ريال سعودي من قيمتها السوقية خلال الأسبوع الماضي، ويؤكد خبراءُ اقتصاد أن الاقتصاد السعودي مُقبِلٌ على أزمة مالية كبرى بفعل الأثر المالي لخطة التقشف التي أقرّتها حكومة العُــدْوَان السعودي للحد من تصاعد العجز العام في موازنتها البالغ 89 مليار دولار.
شلل اقتصادي في الجنوب
ومع تصاعُد مؤشرات انكماش الاقتصاد السعودي في تراجع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي وتوقف النشاط التجاري والاقتصادي في مختلف مناطق جنوب المملكة التي تعاني من شلل اقتصادي وركود تجاري كبير، خفض صندوق النقد الدولي أواخر الأسبوع الماضي في تقريره السنوي توقعاته بشأن نمو اقتصاد دولة العدو إلَـى أدنى المستويات للعام الجاري إلَـى 1.2 % و1.9 % في 2017مقابل 2.7 % العام الماضي.
وفي السياق ذاته خيّم الركود الاقتصادي على مناطق جنوب مملكة العُــدْوَان وشهدت الحركة التجارية والاستثمارية تراجعاً حاداً في نجران وجيزان وعسير، وتعاظمت فيها خسائر مختلف القطاعات بعد أن أصبحت تحت مرمى نيران الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية، فالمنتديات الاقتصادية والاستثمارية التي تشهدها نجران وجيزان كُلَّ عام توقفت، والحركة التجارية والاستثمارية تراجعت إلَـى أدنى المستويات بفعل النزوح الكبير للسكان والمستثمرين من المحافظتين.
موجةُ غلاء في جيزان
كشفت صحيفة الوطن السعُوديَّة عن ارتفاعات حادّة في أسعار السلع والمنتجات في المناطق الجنوبية للمملكة، وقالت الصحيفة إن أسعار المواد الغذائية الأساسية والمحروقات وخُصُـوْصاً الديزل والاسمنت والكماليات ارتفعت إلَـى أعلى المستويات؛ بسبب تراجع العرض مقابل ارتفاع الطلب عليها من قبل المواطنين، وأشارت الصحيفة السعُوديَّة إلى أن أزمة الغذاء التي تشهدها جيزان ونجران وعسير ناتجة عن إغلاق الآلاف من المحلات التجارية أبوابَها دون أن تذكر الأسباب الرئيسية التي دفعت أصحاب تلك المحلات من سعوديين ووافدين إلَـى إغلاقها إلَّا أنها أشارت إلَـى أن إغلاق تلك المحلات دفع القلة من أصحاب المحلات التجارية إلَـى الاحتكار والمغالاة في الأسعار.
أسواق سوداء في نجران
وكشفت الصحيفة السعُوديَّة عن ارتفاع أسعار الديزل إلَـى ما بين 20 ريالاً إلَـى 30 ريالاً للدبة سعة الـ 20 لتراً؛ بسبب توقف المئات من المحطات الرسمية عن تزويد المواطنين بالوقود وعلى الرغم من عدم ذكر الصحيفة السعُوديَّة الأسباب إلَّا أنها كشفت عن وجود أسواق سوداء للمشتقات النفطية في جيزان ونجران وعسير، حيث أشارت إلَـى أن ناقلات وديّنات تبيع الديزل بأسعار مرتفعة على الطرقات العامة في ظل غياب أي دور رقابي، كما أشارت الصحيفة السعُوديَّة إلَـى أن ارتفاع أسعار الديزل أدى إلَـى ارتفاع تكاليف النقل الثقيل من المناطق الجنوبية السعُوديَّة إلَـى أعلى المستويات ووصفت ذلك الارتفاع بالجنوبي، وقالت إن ارتفاع تكاليف نقل البضائع من المناطق الجنوبية للمملكة العُــدْوَان وإليها تسبب بارتفاع كافة مواد البناء والكماليات.. وأشارت إلَـى ارتفاع أسعار الاسمنت في جيزان إلَـى 19 ريالاً للكيس في حين قيمته الطبيعية لم تتجاوز العشرة ريالات، كما تحدثت عن انخفاض حاد في أسعار السكن وتكبد القطاع العقاري خسائر فادحة في تلك المحافظات السعُوديَّة التي أصبحت تحتَ مرمى نيران أبطال الجيش واللجان الشعبية الـيَـمَـنية منذ عدة أشْهر، ووفق المصادر فَإنَّ تلك المناطق الجنوبية للمملكة شهدت نزوحاً جماعياً لآلاف من الأسر هَرَباً من نيران الحرب والبحث عن مناطق آمنة في محافظات سعُوديَّة أخرى، وهو ما سبق أن اعترف به الناطق باسم دولة العُــدْوَان السعودي علي العسيري والذي أكد إجلاء الآلاف من المناطق الواقعة على الحدود مع الـيَـمَـن وتأمين لتلك الأسر النازحة سكناً بديلاً في مناطق قال إنها آمنة، ويتضح ذلك من خلال اقتحام الجيش واللجان الشعبية الـيَـمَـنية لعدد من المناطق والمدن السعُوديَّة كمنطقة الخوبة وغيرها، بالإضافة إلَـى عشرات القرى السعُوديَّة التي سيطر عليها الجيش الـيَـمَـني ولجانه الشعبية ووجدت خالية من السكان.
نروحٌ جماعيٌّ للمستثمرين
وفي ظل توقُّف المنتديات الاقتصادية والتجارية لجيزان ونجران التي كانت تقام سنوياً لتسجيل المئات من الاستثمارات الجديدة، شهدت المنطقتان العام الماضي نروحاً جماعياً للاستثمارات المحلية والأجنبية بعد أن أصبح الاستثمار في تلك المناطق مرتفعَ المخاطر.
مصادر عاملة في المملكة السعُوديَّة كشفت عن تراجُع الأعمال في تلك المناطق وتوقف المئات من الاستثمارات العامة والخَاصَّــة فيها، بالإضافة إلَـى تجميد السلطات السعُوديَّة لعشرات المشاريع الحيوية والهامة، منها إيقاف استكمال المرحلة الثانية من مدينة الملك عبدالله السكنية في جيزان ونجران والبالغة 5000 وحدة سكنية.
كما تحولت تلك المناطق إلَـى مناطقَ طاردة للعمالة الوافدة، ووفق المصادر فَإن المناطق الجنوبية للمملكة شهدت عزوفاً جماعياً من قبل العمالة الوافدة، وكانت عدد من الدول الآسيوية كالهند والفلبين قد أجلت رعاياها من جيزان ونجران وعسير؛ خوفاً من تعرُّضهم لأي مكروه، معتبرة تلك المناطق خطرة وغير آمنة، وهو ما أدى إلَـى أزمة عمالة في تلك المناطق وارتفاع أجور بعض العمالة الوافدة كالعمالة الـيَـمَـنية والعربية.
وفي المقابل توقّفت عشرات الأسواق الواقعة على التماس مع الحدود الـيَـمَـنية أَوْ الواقعة في العمق السعودي في جيزان ونجران وعسير لذات السبب، ومِن تلك الأسواق أسواق شعبية معروفة كسوق الخوبة وغيره من الأسواق النشطة في جنوب مملكة العدو السعودي.
وفي السياق ذاته توقفت العشرات من المدارس التابعة لدولة العدو السعودي أَوْ المدارس الخَاصَّــة في جيزان ونجران وعسير بعد عزوف الطلاب والطالبات من الدراسة فيها؛ كون تلك المناطق ليست آمنة، وسط تكتكم سلطات العدو السعودي عن ذلك.
وتواصلاً لإنكار دولة العدو السعُوديَّة للتدهور الشامل للأوضاع في المناطق الجنوبية وتردي بيئة الأعمال وتوقف الاستثمارات حاولَتْ خلال الفترة القليلة الماضية أن تسلط وسائل الإعلام الموالي لها والذي يعمل بالدفع المسبق على الأوضاع في تلك المناطق، إلَّا أن الكثيرَ من تلك القنوات أكدت ما كانت مجرد توقُّعات، ونقلت مشاهد من حدائقَ عامة خالية من السكان، بل ومهجورة منذ عدة أشْهر، ونقلت مشاهد أخرى من جيزان لبعض شوارع لمدينة وهي شبه خالية إلَّا من بعض السيارات المارة فيها، يُشار إلَـى أن هيئة الطيران المدني السعودي قد أعلنت في إبريل الماضي إغلاقَ 12 مطاراً دولياً وتعليق كافة الرحلات الجوية الداخلية داخل المملكة من وإلى مطارات جيران وأبها وعسير ونجران.