السخريةُ من الرسول الأكرم مخطَّطٌ لها .. بقلم/ موسى المليكي
من يظن أن حملة الاستهزاء والسخرية من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- غير مخطّط له بإحكام فهو أبله بليد وأن المقصود بالإهانة ليس للذي أرسل رحمة للعالمين إنما لمليار ونصف مليار مسلم في مشرق الأرض ومغربها؛ لأَنَّ الصراع الديني والحضاري طويل ودامٍ وأسود، أما من جهة الشرق فهذه جديدة وطازجة، شيء مرعب خلال السنتين الأخيرتين في الهند خاصة التي كان يضرب بها المثل بالتعايش والتآلف بين الأديان والمذاهب والعرقيات، فجأة يعلنون العداء والكراهية المقززة للمسلمين والإسلام، الأمور والتنسيق بين الغرب والشرق في أعلى مستواه.
المهم الآن أُمَّـة الأكثر من المليار ماذا هم فاعلون مع عبيد الأبقار، كيف ندافع ونذود عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-؟
أنا مؤمن أن هناك ليس القليل من المسلمين يسيئون للنبي الأعظم أكثر من أتباع الديانات الأُخرى عندما أسمع غلو الشيعة يتهجمون على رسول الله يقشعر بدني ومن بعض السنة الذين يريدون أن يعيش المسلمين خارج نطاق العصر والتطوير بحجّـة أن هذه هي سنة رسول الله!
جميلٌ أن نغضب نصرة لرسول الله ولكن كيف وأتباع البقر أكثر علماً وتقدماً بل ويقدمون للبشرية كُـلّ فائدة في كُـلّ المجالات وأتباع خير البشر صفر في السباق الحضاري وفي كُـلّ المجالات، نعم مقاطعة البضائع الهندية سلاح فتاك وأقل واجب على المسلمين لنصرة رسول الله، لكنه في الجانب الآخر تكشف عورتنا أننا أُمَّـة تعيش عالة على الآخرين وهذا يحزن بالتأكيد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
إلى متى سيظل المسلمون في وضع دفاع فقط عن رسول الله؟ متى تنهض هذه الأُمَّــة نهوضاً يجعل الآخر المعادي يخضع وقد يهتدي ويذبح بقرته بيده كما صدم النبي سليمان بلقيس بالتقدم العلمي وأغلقت معبد الشمس بيدها، قضية الاستهزاء برسول الله كبيرة جِـدًّا ولن تتوقف والغضب للرسول عليه الصلاة والسلام، ليس بالعواطف فقط، هناك بعد بل أبعاد كبيرة وعميقة للغضب الإيجابي المثمر لأجل النبي الأعظم ولا بُـدَّ من السير فيه وإن احتاج إلى وقت طويل.