بناءُ العلاقات وفق مقاييس قرآنية .. بقلم/ محمد الضوراني
الاهتمامُ بأن تكون علاقتُنا بالآخرين وفقَ مقاييس قرآنية، ومن يتحَرّك وفق هذا المقياس فهو من يتحلى بصفات المؤمنين الصادقين المتقين لله، هذه الصفة الحميدة التي أمر الله أن نهتم بها وأن نتحَرّك من خلالها في شؤون الحياة ونهتم بربط علاقتنا بالآخرين وفق هذا المسار المهم “أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”.
نحن المجاهدين في هذه المسيرة القرآنية العظيمة والتي تحَرّك من خلالها المجاهدون الصادقين وقدموا التضحيات الكبيرة وتشبعوا بثقافة القرآن الكريم وقدموا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله وفي نصرة دين الله وفي حماية المستضعفين من عباد الله من جبروت وتكبر الطغاة من أولياء الشيطان وحزبه.
استشعروا رقابة الله عليهم، استشعروا أن دورهم كبير في إصلاح واقع الحياة إلى واقع صحيح يعيش فيه الإنسان المؤمن العزة والكرامة والخير، يعيش من خلاله حالة الرضا النفسي مهما واجه الإنسان المؤمن من تحديات وصعوبات ومشاكل في واقع الحياة، يتحَرّك وهو يحمل الوعي والبصيرة والإيمَـان بالله وبتوجيهات الله، لا يساوم مع الله أبداً ولا يساوم في المبادئ الإيمَـانية ولا يتغير أَو يتبدل عن المبادئ والوعي الإيمَـاني.
يبني علاقته بالآخرين وفق مقاييس قرآنية، لا يبني علاقته على حسب ما يريد منه قرناء السوء قرناء الباطل والفساد، لا يمكن أن يتغير مهما كان حجم التحديات، مهما حاربه الآخرون من يسيرون في تيار الانحراف؛ لذلك الاهتمام بالآخرين ورعايتهم والحرص على تقديم دين الله من خلال الصفات التي أمر الله المؤمنين الاتصاف بها، صفات البذل والعطاء والإيثار، هذه الصفات تعتبر الأَسَاس في التحَرّك في هذه الحياة، تشعر بالراحة عندما تخدم الآخرين وتقدم لهم العون بعيداً عن المصالح والمنافع أَو كما يحدث في تعاون بين الناس من خلال: اعمل لي وأنا سوف أعطيك مقابل ما عملت، هذا الانحراف في المفاهيم الشيطان وأولياء الشيطان من تحَرّكوا به لإفساد المجتمع المؤمن لإضلالنا عن الحق وعن مسار الحق وعن الاستقامة الحقيقية التي منبعها الله وتوجيهات الله وتوجيهات الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ومنبعها أعلام الهدى المجاهدون من الصالحين المتقين من آل البيت من قدموا أرواحهم وأموالهم وواجهوا الصعوبات والتحديات والمشاكل؛ لكي يعود الناس لمنهج الله الحقيقي وتعليمات الله ولكي تربط المؤمنين بالله علاقة حقيقية، علاقة لا يمكن أن تتغير أَو تتبدل أَو يحدث فيها نفاق ومجاملات، علاقة من تحَرّك من خلالها في هذه الحياة الله يرعاه الله يبارك جهوده الله يؤيد تحَرّكه، ومن انحرف عن هذا المسار وضل عن سبيل الله وتحَرّك كما يريد أعداء الله أن يكون إنساناً يهتم بنفسه فقط، وكيف يحصل على مصالح شخصية وينسى الله وينسى هدى الله وينسى توجيهات الله التي قدمها أعلام الهدى من القادة الصادقين المتقين الربانيين.
هذه النفسية الخبيثة لا يمكن أن تنصر دين الله وأن تواجه أعداء الله ولا يمكن أن يستمر هؤلاء المدعين للإيمَـان بين المؤمنين الصادقين والله كفيل بكشفهم وكشف نفاقهم ويسقطون في الدنيا قبل السقوط في الآخرة ويفقدون تأييد الله لهم ويفقدون رعاية الله لهم، لذلك من يتخلى عن الآخرين ويربط علاقته بالآخرين من خلال المنافع الشخصية أَو المخاوف من الآخرين ومدى نفوذ الآخرين ويبني علاقته بالآخرين من خلال هذه المواصفات، مثل هؤلاء لا يمتلكون ذرة من إيمَـان لا يمتلكون أية صفة من صفات المؤمنين.
المؤمن مقاييسه قرآنية ويربط علاقته بالآخرين من خلال هذه المقاييس ولا يخاف من أحد ويخاف من الله فقط، يخاف من ظلم الآخرين من التفريط أَو التقصير عن تنفيذ أوامر الله وبالأخص من قدم له الهدى وعرف الحق وضل عن سبيل الله وعن المواقف الحق وتبنى الباطل وسار مع الباطل، وبالتالي يسقط وينحرف عن طريق الحق وطريق الاستقامة ويخسر هو يخسر رعاية الله وتوفيقه واحترام المؤمنين ووقوفهم معه ينالُ الخزيَ في الدنيا والعذابَ في الآخرة.