قناة “المسيرة” تلتقي بأحفاد عدد من شهداء المجزرة .. ذكرى مذبحة “تنومة” تراكم أوجاع اليمنيين.. جريمة لا تسقط بالتقادم
المسيرة – خاص
لا يزال اليمنيون يستذكرون بأسًى تلك الجريمةَ التي أدمت القلوبَ وغيَّبها التاريخُ، والمتمثلة بمجزرة “تنومة”، التي ارتكبها النظام السعوديّ بحق الحجاج اليمنيين الذين كانوا قاصدين الديارَ المقدسة لأداء فريضة الحج في الثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة 1341.
وتذكر الكثيرُ من المرويات والدراسات التاريخية أن ضحايا هذه المجزرة بلغ نحو 3 آلاف حاج يمني، وما يقارب 500 جريح، حَيثُ تفاجأ الحجاجُ وهم في طريقهم إلى بيت الله الحرام، بالهجوم المتوحّش عليهم، وإطلاق الرصاص الكثيف نحوهم، وهم يمشون في الطريق آمنين مطمئنين، لا يحملون السلاحَ، وغير متوقعين أن ينالهم هذا التوحُّش الكبير.
وتعيد مشاهدُ الدمار والخراب والقتل المتعمد للعدوان الأمريكي السعوديّ للأبرياء اليمنيين للذاكرة اليمنية ما حَـلّ باليمنيين في “تنومة”، ليؤكّـد الكثيرون أن العدوانَ الأولَ على اليمنيين كان من تلك الفترة، وأن النظام السعوديّ الغاشمَ لا يريد لليمن الخيرَ والاستقرار، وأنه موغل في التوحش وسفك الدماء.
وفي تقرير عرضته قناة “المسيرة” للمراسل عبد الحميد الغرباني مساء الخميس يتحدث عدد من أحفاد هذه المجزرة بأسى عما حَـلّ بأجدادهم في تلك المرحلة.
وعلى الرغم من مرور أكثر من مِئة عام على هذه المجزرة إلا أن الأحفادَ يؤكّـدون أن الجرحَ لا يزال غائراً، وأن هذه الجرائم لن تمُرَّ مرورَ الكرام، ولا بد للعدو السعوديّ أن يدفَعَ ثمنَ اعتدائه على اليمنيين في الماضي والحاضر.
ويقول يحيى صالح علي مصلح -أحد أحفاد شهداء مجزرة تنومة-: “جدي -الله يرحمه- ذهب لأداء مناسك الحج متوكل على الله، وقد أخذ معه زاده وعتاده، لكن ما رجع إلا خبره”، مُشيراً إلى أن عدداً من قُطَّاع الطرق بقيادة النظام السعوديّ وبإشراف بريطاني، هجموا على الحجاج اليمنيين أثناء نومهم، وقاموا بقتلهم ذبحاً بالسكاكين، مستغلين عدمَ امتلاك الحجاج اليمنين لأي سلاح يدافعون به عن أنفسهم، حَيثُ إنهم كانوا ذاهبين لأداء مناسك الحج”.
ويعتبر مصلح هذه المجزرة دليلاً على وحشية وإجرام النظام السعوديّ، وتماهيه مع أعداء الأُمَّــة من اليهود والنصارى في قتل واستهداف أبناء الأُمَّــة، منذ القدم.
من جهته، يؤكّـد طارق عبدالله صبر، من أبناء منطقة الأشمور بمحافظة عمران، وأحد أحفاد مجزرة تنومة، أن هذه المذبحة التي تعرض لها الحجاج اليمنيون، هي مجزرة يجب على كُـلّ يمني أن يعرفَ تفاصيلها؛ لكي يعرفوا أن العدوان على الشعب اليمني ليس وليدَ اللحظة، أَو من قبل ثماني سنوات، وإنما من قبل قرن وسنتين من الزمن.
من جانبه، يعتبر محمد حسين الحيارة -حفيد الحاج يحيى محمد الحيارة، أحد ضحايا مجزرة سدوان- المجزرة جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، مجدّدًا التأكيد على وجوب النقاء (أي الثأر من مرتكبي الجريمة)، وأنه وآلاف اليمنيين من أحفاد الضحايا سيعملون على ملاحقة ومحاكمة مرتكبي الجريمة من النظام السعوديّ وقطاع الطرق، والثأر للحجاج مهما طال الأجل.
بدوره، يشير حمود مثنى، مستشار وزارة العدل، إلى أن القوانينَ الدولية والشريعة الإسلامية واضحة، وأن الحقوق فيها لا تسقط بالتقادم، خَاصَّة فيما يتعلق بالدماء، مُشيراً إلى أن القانونَ الدولي أتاح لجميع الشعوب أن تقدم الوثائق التي تثبت ارتكاب أية جريمة حتى ولو كانت جريمة فردية، فما بالك بأن تكون جريمة بحق ثلاثة آلاف رجل، أَو بالأصح أُمَّـة إذَا جاز التعبير.
وَأَضَـافَ بالقول: إذَا لم تستطع الحكومة أن تقومَ بهذا الواجب لأية ظروف سياسية، فَـإنَّ الشعبَ والمنظمات المدنية والحقوقية بإمْكَانها أن تقومَ بهذه المهمة، مهمة متابعة وملاحقة مرتكبي الجريمة ومحاكمتهم قضائياً.