تنومة وأخواتُها .. بقلم د/ شعفل علي عمير
لا زالت أيادي الطغاة تقطُرُ دماً من أجساد الأبرياء منذُ بداية مجزرتهم البشعة بحق حجاج بيتِ الله الحرام إلى يومنا هذا وطغاة العصرُ يمعنون قتلاً في شعب الإيمَـان والحكمة.
تجرّأوا فقتلوا ضيوفَ الرحمن بدم بارد؛ ولأنهم لم يجدوا من يحاسبُهم على جرمهم آنذاك فقد استمر إجرامُهم وتطاولت أيديهم لتزهق أرواحاً بريئة؛ ظنًّا منهم بأن ما يرتكبونه من جرم لن يحاسبوا عليه.
ولأنهم أوغلوا في جرائمهم فقد أحيوا فينا كشعب يمني ذكرى كادت أن تنسى من ذاكرة الكثير، لا سيما فئة الشباب.
أحيوا فينا وحشيتَهم ومدى جُرأتهم على الله في قتل حجاج بيته، وفتحوا المجالَ أمام الشعب اليمني لأن يفكّرَ في خيارات العقاب ومحاسبة مرتكبي جريمة مجزة تنومة التي مر عليها (102) عام تقريبًا.
وفي ذكرى هذه المجزرة نتذكَّرُ أَيْـضاً أخواتِها من المجازر التي تلتها منذ بداية عدوانهم إلى يومنا هذا، فقد ترسخت في ذهنية الإنسان اليمني التركيبة السادية لهذا النظام الذي تطاول على حجاج بيت الله، وعرفوا بأن جرائمه لن تقف عند حَــدٍّ، فتكونت قناعة بأن هذه الأنظمة تتلذذ بدماء اليمنيين وأن نارَ حقدهم لن تطفئها كُـلُّ دماء اليمنيين.
كُلُّ ما ارتكبوه بحق الشعب اليمني من مجازر لن يمر ولن يسقط بالتقادم.. إنها الدماء التي حرم الله أن تسفك والتي وعد الله بأن ينتقم لها قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) أليست جرائمهم دليلا قاطعا على تعديهم على حدود الله.
إنهم يعتدون على الدين قبل أن يعتدوا علينا، وليس هذا فحسب، بل إنهم يسعون في الأرض فساداً.
أليست جرائمهم هي من شجعت حليفهم الصهيوني للإمعان في قتل شعبنا الفلسطيني.
إنهم يوحون لحليفهم بأن قَتْلَ العربي المسلمِ لا يشكّل خطراً عليهم، مستدلين بما يمارِسونه من قتلٍ شبهِ يومي بحق الشعب اليمني، وهذا ما يعتقدون هم، وفي حقيقةِ الأمر فَـإنَّهم في كُـلّ جريمة ارتكبوها إنما يزيدوننا إصراراً على محاسبتهم ويأججون في صدورنا روحَ الجهاد ضد مَن اعتدى على أمتنا وديننا.
ولن يطول صبرنا ولن تطويَ جرائمَهم الأيّام والسنون وسيأتي اليوم الذي يُزهَقُ فيه باطلُهم ويحق اللهُ فيه الحق.