الدراما التركية ومحاولةُ قلب الحقائق .. بقلم/ محمد علي أبو مصطفى
شكل آخر من أشكال الحرب الفكرية ما يعرض في بعض القنوات التركية، والتابعة للإخوان، ومن ذلك ما عرض ويعرض في الحاضر من مسلسل (قيامة أرطغرل) وَكذلك مسلسل (المؤسّس عثمان) هذه المسلسلات الذي تحاول من خلاله الدولة التركية تزييف الحقائق وتحسين وجه الإمبراطورية العثمانية المحتلّة، وحتى يكون القارئ الكريم أمام صورة مصغرة من جرائم الاحتلال العثماني، يجب أن يعلم أنها إمبراطورية استعمارية قامت على مبدأ الاحتلال والاستحواذ، احتلت أجزاء واسعة من مساحة شبه الجزيرة العربية، ومن ضمن تلك المساحة شمال اليمن، وقد عاث حكام وجنود الاحتلال العثماني الفساد في اليمن وارتكبوا المحرمات، حَيثُ كانوا يستحلون المحارم، ويمارسون أبشع وسائل الظلم والاضطهاد، وبالطبع من وراء عرض مثل هذه المسلسلات عدت أهداف منها:-
١- شد أنظار أبناء الأُمَّــة إلى أعلام وهميين ليسوا الأعلام الذين يريد الله سبحانه وتعالى أن ننشد إليهم.
٢- تحسين وجه الإمبراطورية العثمانية القبيح، الذي قام على الظلم وهتك الأعراض، وَمحاولة تقديم الدولة العثمانية بصورة مشرقة وأنها دولة كان هدفها هو نشر الإسلام، وَ…، وكلّ هذا الهدف من ورائه تهيئة ذهنية الرأي العام العربي والإسلامي لتقبل فكرة الإمبراطورية العثمانية من جديد، حَيثُ يحاول الأتراك إعادة النفوذ من جديد وأن تركيا هي القطب الإسلامي الأوحد، مع أننا وجدنا تركيا تهرول وتسارع إلى حضن الكيان الإسرائيلي، وهذا هو شاهد حي من الواقع على أن تركيا ليست جديرة بأن تمثل الأُمَّــة بأي حالٍ من الأحوال.
وخلاصة الكلام يجب أن نحصن أنفسنا بثقافة القرآن الكريم، وأن تكون مقاييسنا مقاييس قرآنية لنستطيع من خلالها تقييم أي موقف، وأية ثقافة وأي موضوع يعرض علينا، يجب أن لا ننخدع بمثل هذه المظاهر الزائفة، ويجب أن نفهم -خَاصَّة بالنسبة لمسلسل أرطغرل وكذلك مسلسل المؤسّس عثمان- أنها مسلسلات كُـلّ فصولها مزيفة وكلّ ما فيها حقائق معكوسة وأن الاحتلال العثماني هو استعمار استحواذي استعماري خبيث، وليس كما تحاول الدراما التركية تقديمه، ولمعرفة التاريخ المظلم للاحتلال العثماني يجب أن نعود إلى المراجع التاريخية الموثوقة لمعرفة الإمبراطورية العثمانية على حقيقتها.
والعاقبة للمتقين.