الطبُّ البيطري وحمايةُ الثروة الحيوانية .. بقلم/ محمد الضوراني
الثروة الحيوانية تعتبر مصدراً اقتصادياً مهماً يعتمد عليه نسبة كبيرة من أبناء الشعب اليمني وفي كُـلّ محافظات الجمهورية وبالأخص محافظتي الحديدة وحجّـة، هذه الثروة القومية المهمة والاستراتيجية التي لا بُـدَّ أن نتوجّـه جميعاً لحمايتها والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان وغيرها من مصادر حيوانية.
ومع توجيهات السيد القائد في محاضرات رمضانية سابقة بالاهتمام بالطب البيطري تخصصاً ودفع الشباب لدراسة هذا المجال المهم بل والاهتمام بالكليات والمعاهد الخَاصَّة بالطب البيطري للارتقاء بهذا الجانب المهم والاستراتيجي للحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها ولن تحدث أية تنمية والحيوانات تتعرض للأمراض الخطيرة والتي سببت خسائر كبيرة في هذا القطاع وخسائر كبيرة للمربين، ما أَدَّى لارتفاع نسبة الفقر لدى المجتمع اليمني.
ومن خلال خطاب السيد لأبناء الحديدة وحثهم على الاهتمام بالجانب الزراعي والاهتمام بالثروة الحيوانية والاهتمام بالجانب البيطري لحماية هذه الثروة التي تتعرض للأمراض من جانب، ومن جانب آخر التغذية وبالأخص في حالة الجفاف وحث الجميع الجانب الرسمي والجانب الشعبي على الاهتمام بزراعة الأعلاف بشكل كبير وعمل الشركات الخَاصَّة بزراعة الأعلاف.
الحديدة أرضُ خير وسوف تغطي جانباً كبيراً سواءٌ أكان من الجانب الزراعي ومنه الأعلاف وكذلك الثروة الحيوانية وتخدم بقية المحافظات في الجمهورية، لذلك الجانب البيطري يتعرض للعديد من المشاكل منها:
1- أن خريجي الطب البيطري من أطباء بيطريين أَو فنيين أَو مساعدين بعد التخرج والكثير منهم لا يستطيع أن يجد الاهتمام به من الجهات المعنية من ناحية فرص العمل وكذلك الدورات التخصصية بعد التخرج وبصورة دورية سنوية مما يؤثر على جانب الطب البيطري والقيام بدوره الإيجابي في هذا الجانب.
2- نحتاج لكوادر من خريجي الجامعات والمعاهد وبالأخص في المحافظات التي تحتاج لكوادر بيطرية لخدمة هذا الجانب ونتيجة لانعدام الاهتمام بالمختصين نجد أن الإقبال على كليات الطب البيطري ضعيف جِـدًّا بالرغم أن الدول التي ارتقت في جانب الثروة الحيوانية عملت على بناء الكوادر من المختصين في جانب الطب البيطري وأصبح العمل متقدماً في هذا الجانب وعلى مستوى الأجهزة الخَاصَّة بالتشخيص وكذلك المختبرات البيطرية والتي لا تتواجد في الجمهورية وهذا سبب حالة من الضعف للجانب التشخيصي وتقديم الخدمة بالشكل المطلوب.
3- هناك من يعمل في هذا الجانب وهو غير مختص للحصول على المال ولا يحقّق خدماته بالشكل الصحيح وأصبح هذا التخصص لمن هب ودب، بالتالي تتراكم الإشكاليات وتنعدم الثقة لدى المزارعين بالطب البيطري الذي يعتبر خط الدفاع الأول عن الصحة العامة للإنسان.
4- أصبح الطبيب البيطري الذي تخرج من الكليات الكثير منهم في حالة من الإحباط واليأس من عدم استيعابهم في المؤسّسات الحكومية والخَاصَّة والعناية بهم من كُـلّ الجوانب وهذا ما أثر على قطاع الثروة الحيوانية بشكل كبير.
5- الكليات الخَاصَّة بالطب البيطري والمعاهد من أضعف الكليات من ناحية الدعم لكي يمكنها من تخريج كوادر بالمستوى المطلوب علمياً ومهنياً ويحافظ وبشكل استراتيجي وصحيح عن الثروة الحيوانية.
المشاكل كثيرة جِـدًّا تحتاج من الجميع التعاون في حلها، الجهات الرسمية والقطاع الخاص وإيجاد التنسيق ما بين القطاعات ذات العلاقة في تطوير هذا الجانب المهم، الجانب البيطري يحتاج لاهتمام جاد وحقيقي فمن خلاله سوف نحمي الثروة الحيوانية.
إن الاهتمام بشكل كبير بهذا الجانب لبناء القدرات العلمية والمهنية للكادر البيطري ودفع الشباب من الخريجين لدخول هذا المجال المهم وكذلك استيعابهم في كُـلّ المجالات ذات العلاقة في المؤسّسات المرتبطة بهذا الجانب المهم، لا بدَّ من إصلاح أي خلل موجود وفق مسار يبني اليمن ويحقّق لها الخير ويكسر الحصار للأعداء ويمكنه من تحقيق الأمن الغذائي الاستراتيجي لليمن والشعب اليمني وهذا ليس من المستحيلات ما دمنا نحمل الإيمَـان والوعي والبصيرة.