صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية: الضحية الرئيسية لاجتماع “بايدن” مع “ابن سلمان” هم اليمنيون الأبرياء
المسيرة: تقرير:
قالت صحيفة أمريكية، اليوم الأحد: إن الولايات المتحدة تتجاهَلُ عُنوةً انتهاكات السعوديّة لحقوق الإنسان في اليمن، مبينة أن اجتماعَ الرئيس بايدن المرتقب مع محمد بن سلمان هو دليل على عودة البيت الأبيض إلى صفقته التقليدية مع الرياض، موضحة أن الضحية الرئيسية لهذا الاجتماع هم اليمنيين الأبرياء، في إشارة إلى استئناف المجازر والجرائم الوحشية التي ترتكبها أمريكا وأدواتها في اليمن منذ أكثر من 7 سنوات.
وأكّـدت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية في تقرير لها، أمس، أن المنطقة المحيطة بقصر المعاشيق في عدن المحتلّة أصبحت حَـاليًّا محتلّة بالكلاب البرية، وأن حكومة المرتزِقة لا تتمتع بسلطة على الأرض، بعد أن باتت عدن مليئةً بنقاط تفتيش تابعة للميليشيات المتنافسة على خدمة الخارج، منوّهة إلى أنه في الصيف الماضي، اقتحم المتظاهرون الغاضبون في عدن المحتلّة القصر الرئاسي؛ احتجاجاً على تردي وتدهور الأوضاع المعيشية، مما أجبر الحكومة المرتزِقة على الفرار بطائرة هليكوبتر.
وَأَضَـافَ التقرير “أن أبناءَ المحافظات الجنوبية المحتلّة يعربون عن آمالهم في تحسين حياتهم اليومية، فعلى سبيل المثال رفع نقاط التفتيش التي تضايق العائلات، وعودة الخدمات الأَسَاسية كالكهرباء والمياه الصالحة للشرب… إلخ، كما أعرب الكثيرون منهم أَيْـضاً عن سخرية بشأن ما إذَا كان النظام الحالي المشكَّل من قبل الرياض منصف إبريل الماضي يمكن أن يحقّق حتى تلك المتطلبات المتواضعة، واصفين تلك القيادات المرتزِقة بأنهم فاسدون، ويعتمدون بشكل كبير على الأجانب، ومدمنون للغاية على الاستفادة من الحرب”.
وأضافت صحيفة “بوليتيكو” أن السعوديّة والإمارات قادتا عدنَ إلى الانهيار والفوضى والفقر، علاوةً على أن الميليشيات المدعومة منهما تعرضت لضربات جوية في السنوات الماضية، وأدى التنافس المُستمرّ إلى اقتتال داخلي بين الميليشيا داخل حكومة المرتزِقة، مبينة أن الأزمة الاقتصادية التي سببتها حكومة الفنادق أَدَّت إلى تفاقم الوضع في المناطق والمحافظات المحتلّة، حَيثُ خلق المسئولين المرتزِقة تضخماً جامحاً من خلال طباعة كميات هائلة من العملات الوطنية دون غطاء، موضحة أن منتحل صفة محافظ البنك المركزي في عدن المحتلّة كان المسؤول عن زيادة إفقار أفقر دولة في العالم، حَيثُ يستلم 40 ألف دولار شهرياً وهو أعلى الرواتب في العالم لهذا المنصب، مشيرةً إلى أن كُـلّ هذا حدث بدعم واشنطن للسعوديّة والإمارات وحلفائهما من المرتزِقة اليمنيين.
وأردفت الصحيفة الأمريكية في التقرير “إنه بينما يتوجّـه الرئيس جو بايدن إلى السعوديّة الشهر المقبل لإصلاح العلاقات مع محمد بن سلمان، يشعر بعض النقاد والتقدميين في حزب بايدن بالذعر، إذ كانوا يأملون في أن تكون معاقبة الرياض على دورها في اليمن الخطوة الأولى في إعادة تقييم أوسع لشراكة الولايات المتحدة المُستمرّة منذ عقود مع السعوديّين”، موضحًا أنه بدلاً من ذلك، صنع بايدن قضية مشتركة مع السعوديّين بشأن اليمن ويبدو أنه مستعدا حَـاليًّا للتضحية بتعهده بإجراء تحول في السياسة الخارجية؛ مِن أجلِ استعادة العلاقة بين واشنطن والرياض.
من جهتهم، أقر بعض مسؤولو إدارة أوباما بأنهم يعرفون أن الحملة التي تقودها السعوديّة ستكون كارثة إنسانية واستراتيجية، لكنهم برّروا الدعم الأمريكي؛ باعتبَاره الثمنَ الذي يجب دفعه لإصلاح العلاقات المتوترة مع الرياض، مضيفين أن الهجمات الصاروخية اليمنية على الأراضي السعوديّة أصبحت أكثر فتكاً على مدار الحرب، بعد أن تسببت غارة خلال مارس المنصرم على مخزن للنفط في تصاعد النيران والدخان في سماء مدينة جدة.
وكان الرئيس بايدن قد أشار خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إلى أن السعوديّة دولة “منبوذة”، قائلاً إنها بحاجة إلى المساءلة عن قتل الأطفال في اليمن والتخطيط لمقتل الصحفي المنشق جمال خاشقجي، كما وعد بإعادة تقييم علاقة واشنطن مع الرياض، وهي ملفات أوجدتها أمريكا وورطت السعوديّة فيها، ومن ثم استخدمتها لابتزاز النظام السعوديّ لإجباره على دفع المزيد من الأموال.