انتهاكُ الأعراض.. سيئةُ المرتزِقة العظمى! بقلم/ دينا الرميمة
إنَّ السيئةَ الأسوأَ والدمارَ الحقيقيَّ للحروب هي أن تسلُبَ البعضَ أخلاقَهم وقيمَهم ومبادئَهم التي إن ذهبت ذهب الوطن.
تصبحُ الخيانة هي وحدها من تحكم المشهد وهي من تورطت بجرح وطن، فمن خان الأرض سيخون العرض سيخون القيم وسيدوس على كُـلّ الأخلاق والأعراف التي تحكم الإنسانية والإنسان، وهذا بالفعل ما فعلته الحرب على بلدنا اليمن في أُولئك الذين انضموا إلى صف العدوّ ضد بلدهم وصاروا يحملون نفسياتٍ منحرفة جرّدتهم من كُـلّ مبدأ وعرف يحكُمُنا نحن اليمنيين.
حتى ما إن تطأ أقدامُهم أرضاً ما إلا وجعلوا منها وطناً للجريمة بمختلف أشكالها من القتل والتصفية العرقية والمناطقية والنهب و”الاغتصابات” وربما الأخيرة هي الأكثر سوءاً التي لم نكن نتوقعها أن تحدث في أرض اليمن التي تُقدس المرأة بشكل كبير، لكنها في زمن العدوان السعوديّ الأمريكي كانت المرأة هي الضحية الأكبر وهي من تجرعت المعاناة أضعافاً مضاعفة على أيدي مرتزِقتهم الذين جعلوها رخيصة للسوداني وبها يتقربون زلفى للإماراتي، هي من تجرعت مرارة الفقد والخذلان والتهجير والنزوح وربما هذا يهون مقابل من تتعرض للاغتصاب والاختطاف!! والتي هي كثيرة في مناطق سيطرتهم وما بنت الخوخة والدريهمي منا ببعيد، وما اختطاف بنت الجوف ونزيهة الجنيد إلَّا ما ظهر للعلن وما خفي أعظم، وآخرها حادثة اغتصاب ست فتيات من بنات مدينة حيس على أيدي مرتزِقة اللواء بسام المحضار والتي مَـا هِي إلا تتابع لسلسلة لا متناهية من اغتصابات لعشرات الفتيات وهذا ما ظهر منها وأظهرته الأقدار للعلن وإلا لم يكن ليتجرأن للحديث عما حصل معهن، وسيبتعلن ما حصل معهن على مضض خوفاً إما من العار أَو خوفاً مما سيحل بهن وبأهليهن من قبل المرتزِقة المرتكبون للجريمة إن ظهرت كما حصل في حادثة اغتصاب بنت الدريهمي من قتل لأهلها واقتياد بعضهم إلى أماكنَ لا يعلمُ عنها شيئاً!! وسنظل نسمع مثل هكذا جرائم ما لم تتحرّر الأرض من المرتزِق قبل الغازي؛ كونه من أباح للمحتلّ الأرض وسلمه العرض.
فصرخاتُ الاستنجاد والخوف وَنداءات الاستغاثة التي يطلقُها السكانُ في المناطق الخاضعة لسيطرة دول العدوان ومرتزِقتها إثرَ هذا السلاح العفن الذي يحاولون به إخضاعَهم ليتصيدوا أرضَهم هي كفيلةٌ بأن يتحَرّك كُـلّ رجال وشرفاء اليمن لتطهير كُـلّ شبر من أرض اليمن من وصمة العار التي دنست الأرض اليمنية الطاهرة، نعم لقد حان اجتثاث هذه العادة الدخيلة على مجتمعنا وتطهير كُـلّ اليمن من هكذا أخلاق وأصحابها حتى لا تتكرّر تلك المأساة وحتى لا نسمع صُراخَ أُخرى يؤلمنا!!