هُدنةٌ أم تصعيد؟! بقلم/ أمة السلام جعفر
ما قالته دولُ التحالف من هُدنة ليس إلا كلامًا لا غير، ولم نرَ أيَّ فعل أَو تطبيق لهذه الهُدنة التي يزعُمُها العدوان، ولذلك تتوالى الأيّامُ ونحن نشاهدُ تصعيدًا تلوَ تصعيدٍ، قوافل الشهداء لم تتوقف، فهل هذه هُدنة؟!
هُدنتهم الكاذبةُ ليست إلا زيادة في البطش، والقتل، والدمار، ونهب الأراضي في الجنوب وخَاصَّة نفطنا الذي كُـلّ يوم تنهبُه سفنُ تحالف العدوان والاحتلال بعشرات الملايين من الدولارات، وثمنُ هذا النفط الذين يُسرَقُ من أراضينا إلى دول العدوان، يكفي لصرف مرتبات لموظفي اليمن بأكمله لعدة سنين.
الكل يعرف أن تحالفَ العدوان دائماً ينقض العهود والمواثيق والهُدَن، فلماذا التصديق؟!
عادتُهم في كُـلّ زمان ومكان أن يكذبوا، وهم قد كفروا بعد إيمَـانهم؛ بسَببِ توليهم أعداءَ الإسلام وحبهم لهم، ولقد أصبحوا منهم وليس هناك أدنى شك في ذلك. {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ، وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران – 12).
ولقد وضّح اللهُ في كتابه الكريم كيف أن هنالك طائفتَين التقتا، طائفة تقاتِلُ في سبيل الله، وهي اليمنيون وأُخرى كافرة وهي دول تحالف العدوان بقيادة السعوديّ، وقد ذكر الله أن الناسَ يرون تلك الطائفتين بنفس المستوى، مثل قول البعض، أن مسلمًا يقتل مسلمًا. وقال اللهُ عز وجل: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخرى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ، وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ} (آل عمران-13).
في هذه الآية أكبرُ دليل على أن قادةَ العدوان خرجوا من الإسلام؛ لأَنَّهم تولوا اليهود والنصارى، لذلك الناس ترى المعتدي والمعتدَى عليه بعين السواء، واللهُ قال عَمَّن يتولى الكافرين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة-51).
فنعلم أن مَن يتولى اليهود فسوف يكون مثلَهم ينقضون العهد ويغدرون، يقول الله جلّ علاه: {الَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِيْ كُـلّ مَرَّةٍ، وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ} (الأنفال 56).
وهكذا هم كُـلّ ما يقولون لا يغني شيئاً كلامهم وكل ما ينطقون به ليس إلا مُجَـرّد كلام.
مواقف تلو المواقف تحكي لنا حنثَهم بالمواعيد وخيانتهم لكل شيء.
وبالتالي فالهُدنة هي لمُجَـرّد كسب المزيد من الوقت لرَصِّ الصفوف وإعادةِ العدوان على المدنيين بشكل أكثرَ وحشيةً.