الهُدنة المزعومة.. وتمديدُ زمن التهاون! بقلم/ إكرام المحاقري
من جديد أثبتت “الأمم المتحدة” عمالتَها للمال وتمرير المشاريع القبيحة والجرائم الوحشية بحق الإنسانية، لا يتطرقون لرفع الحصار ويتشدقون بتمديد هُدنة فاشلة من يومها الأول، انتهت مدتها الأولى بـ ألا شيء!! لتبدأ الأُخرى بكثير من المغالطات التي سئمها الشعب اليمني واتخذ لنفسه قرار المواجهة العسكرية، واضعاً لنفسه خيارين لا ثالث لهما: إما النصر وإما الشهادة، ولتذهب “الأمم المتحدة” إلى الجحيم.
لا يخفى على المتابع للأحداث ما يقوم به مرتزِقة العدوان من اختراقات متواصلة لشروط الهُدنة، والتي من المفترض أن تتحقّق شروطها بالحرف الواحد من جميع الأطراف، وليس من طرف حكومة صنعاء فقط!! والذين يتعاملون بكل مصداقية وجدية لإيجاد حلّ لرفع الحصار بشكل عام عن اليمن، بعكس الطرف الآخر والذين يحملون نفسية بني إسرائيل في نقض العهود ومخالفة البنود على مر التأريخ، فـ التجديد يعتمدُ على كثير من المزعومات الأممية التي لا تلامس الواقع بحقيقة واحدة، وهذا حال كُـلّ ما يأتي من جانبهم، وهناك أدلة واضحة على هذه العمالة المقيتة، ولتكن مشاهد فيلم الدريهمي أُنموذجاً واضحًا على ذلك.
فلو رجعنا إلى ما حدث من خروقات واعتداءات أمريكية واضحة في البحر الأحمر إبّان فترة الهُدنة الأولى، لتضحت لنا الأمور جلية، ومقابل كُـلّ ذلك عرقلة الرحلات الجوية المتفق عليها من مطار صنعاء إلى دول أُخرى إلى آخر أسبوع من أَيَّـام الهُدنة، ومن ثَم فتحت الأجواء لما يقارب أربع رحلات فقط بعد مراجعات من الطرف الوطني طالت أَيَّـام الهُدنة، فماذا يعني ذلك؟! وهل هذه هُدنة بحق السماء؟! وماذا ننتظر مما بعدها؟! فـ الفشل لن يكون إلا سيد الموقف بوجود كُـلّ ذلك، وما هذه إلا خطوات لتصعيد عسكري من طرف العدوان حتى وإن كانت مملكة المراقص لا تبغي غير الخروج من وحل العدوان، فـ القرار هو لـ أمريكا ليس لسواها، سواء في فك الحصار أَو كف العدوان العبثي على اليمن.
ما يحدث اليوم هو ذاته ما حدث في الأمس، لكن، قد تكون هذه هي الهُدنة الأخيرة أَو اللعبة المكشوفة الأخيرة، حَيثُ وقد طفح الكيل من هذه الخطوات التي لم تلتزم حتى الحياء في احترام وجود الآخر، والذي يعد مسيطرا سيطرة كاملة على جميع الجبهات العسكرية وكذلك السياسية، والتي أحرقت جميع أوراق العدوان في الداخل والخارج، ولم تترك لدول العدوان ومرتزِقتها على رأسهم الأمم المتحدة أي عُذر لإدانة التصعيد اليمني واستئناف عمليات الإعصار وفك الحصار بالنار، وهذا ليس ببعيد.
من المفترض في تأريخ الحروب الماضية والحاضرة هو أن يغلق ملف الهُدنة عقب أول اختراق من قبل العدوّ، حتى وإن كان برصاصة واحدة، ناهيك عن مخالفة جميع البنود والتماهي يوماً بعد آخر مع الجريمة والعنجهية، وعقب ذلك من المفترض استئناف العمليات العسكرية ودحر المحتلّ في عقر دارة وليس فقط في الأرض اليمنية، لكن ما يقوم به الطرف الوطني من تمديد لزمن الصبر وتلافي عواقبَ الأمور التي ستكون وخيمة بحق دول العدوان ويمكننا أن نسميه بالحنكة وإقامة الحجّـة، وإلا فَـإنَّ الواقع كان لا بُـدَّ له أن يكون مختلفاً بشكل جذري، فلا يحق لدول العدوان عرقلة الرحلات الجوية الإنسانية وغيرها، ولا يحق لهم شن الزحوفات واستهداف الأبرياء في المناطق الحدودية، وما عليهم هو الالتزام فقط، حَيثُ وهم من بحثوا عن هذه الهُدنة من وجع ألم بهم عقب العمليات اليمنية في العمق السعوديّ والإماراتي وغيره، لكن التغطية الأممية المقيتة على جرائمهم هي من تدعوهم لمواصلة شرورهم ونقض عهودهم، وهذا لا يهم!!
ختاماً:
نحن نتحدث عن فرضيات ونتائج لا بُد لها أن تكون في أرض الواقع وتتحدث عن ذلك بنفسها، وَإذَا كانت أَيَّـام الهُدنة مُجَـرّد خطة “صهيوأمريكية” لنشر القوات الغازية في البحر الأحمر والساحل الغربي واخذ نفس للزحف وتجريب المجرب مسبقًا فهذا راجع لهم، فـ الضريبة ستكون باهظة الثمن ولن يكون هناك شيء اسمه -انسحابٌ تكتيكيّ- كما صرحت به قوات العدوان إثر الهزيمة التي ألمت بهم في -مدينة الدريهمي- في (محافظة الحديدة) إلى ما بعد الساحل الغربي.
ما سيحدث هو أكثر من ذلك ولهم تجربة ماضية، فـ الأحسن هو أن يتعاملوا بصدق وأن يكفوا أيديهم عن العنجهية والكذب المفرط، فـ الشعب اليمني لن يخسر شيئاً وهو الذي قدم كُـلّ ما يملك؛ مِن أجلِ كرامته واستقلال بلده، حَيثُ ولم يكسب شيء يذكر إبان أَيَّـام الهُدنة الأولى، أي أن القادم لن يكون يسير وقد كتب الله على دول العدوان العُسر المؤكّـد في قادم الأيّام، وللأمم المتحدة العميلة -الموت- كما هو لباقي أدوات دول الاستكبار في المنطقة، وإن غدا لناظره قريب.