مكاسبُ الصمود في خطاب القائد: صنعاءُ هزمت تحالفَ العدوان
المسيرة | خاص
في لقائه بوُجهاءِ وأبناءِ العاصمة صنعاء، أكّـد قائدُ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على أن هزيمةَ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي باتت العنوانَ الرئيسي للمرحلة، وأن صمودَ صنعاء وتغلُّبَهَا على الحملات المتنوعة التي استهدفها كمحافظةٍ رئيسية وعاصمة جامعة لليمنيين، يجسِّدُ كُـلَّ ملامح الانتصار اليمني الكبير والحتمي، والذي يحاول العدوّ يائساً الالتفاف عليه من خلال إثارة الفتن وزعزعة الجبهة الداخلية.
القائد أوضح أن العاصمةَ صنعاء كانت منذ بداية العدوان الهدفَ الأبرزَ والأولَ للعدو، حَيثُ استهدفها بشكل مكثّـف وبمختلفِ أنواع الصواريخ والقنابل، بما في ذلك المحرمة دوليًّا، وارتكب فيها أبشعَ المجازر، كما قام بتجهيز عدة حملات عسكرية كبيرة لاحتلالها وأنفق على ذلك مليارات الدولارات.
وإلى جانب ذلك، ذكّر قائدُ الثورة بأن جزءًا كبيرًا من مخطّطات العدوّ ومؤامراته الأمنية كانت تستهدف العاصمة صنعاء لإثارة الفوضى فيها بالجرائم والتفجيرات وتحريض الشارع، كما حدث في فتنة ديسمبر التي كان يراد لها أن تحقّق للعدو نصراً كَبيراً واستراتيجياً يغير موازين المعركة لولا حكمة ويقظة القيادة الوطنية والأجهزة الأمنية والشعب.
وأوضح السيد القائد أن كُـلّ تلك الحملات ترافقت أَيْـضاً مع هجمات إعلامية ودعائية كبيرة حظيت بغطاء دولي لخلخلة الصف الوطني وتضليل الرأي العام، بالتوازي مع حربٍ ناعمةٍ شرسة على المستوى الفكري والأخلاقي، تضمَّنت إنشاءَ شبكات لجرائم الدعارة والسرقة وإرباك الأجهزة الأمنية والتضييق على المواطنين.
وأشَارَ إلى أن الدعايات التي كان يطلقها العدوّ قبل عمليات القصف التي كان يشنها على صنعاء خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت الهُدنة، كانت تأتي في سياق محاولة تهجير الأهالي من العاصمة وزعزعة استقرارها كمدينة آمنة تستقبل كُـلّ اليمنيين.
ومن واقع هذه الأهميّة الاستراتيجية التي تمثلها صنعاء، فَـإنَّ فشل كُـلّ جهود العدوّ وحملاته العسكرية ومؤامراته الأمنية والاستخباراتية وهجماته الناعمة على امتداد السنوات الماضية، يمثل شاهداً تاريخيًّا واضحًا على هزيمة تحالف العدوان في اليمن، وحتمية انتصار الشعب اليمني في هذه المواجهة المصيرية.
قائد الثورة سلط الضوء على هذه النقطة كعنوان رئيسي للمعركة اليوم، حَيثُ أكّـد أن “كل ما يستطيع الأعداء فعله لاحتلال صنعاء قد فعلوه، لكنهم وصلوا إلى القناعة التي يترجمها الزامل الشعبي بأن (صنعاء بعيدة.. الرياض أقرب)”.
وَأَضَـافَ القائد أن العدوّ أصبح “يقر في قرارة نفسه بهزيمته” وأنه “وصل العام الثامن وقد شبع يأساً بعد أن كان قد راهن على تحقيق أهدافه خلال أسابيع”.
ووفقاً لهذه النتيجة الثابتة، يقدم قائدُ الثورة قراءةً دقيقةً لسلوك تحالف العدوان في المرحلة الحالية، حَيثُ يوضح أن العدوّ لا زال يحاول تعويض هذه الهزيمة بعدة أساليبَ أبرزُها محاولةُ خلق سخط شعبي ضد السلطة الوطنية وقوات الجيش والأمن واللجان الشعبيّة، من خلال حملات التحريض والتضليل التي تحمل عناوين خداعة.
وإذ يشيرُ القائدُ إلى أن “معظمَ حملات التحريض كانت تستهدف صنعاء” في السابق، فَـإنَّ ذلك ينسحب أَيْـضاً على المرحلة الراهنة؛ لأَنَّها ما زالت الشاهد الأبرز على فشل تحالف العدوان وهزيمته.
وفي هذا السياق، يؤكّـدُ قائدُ الثورة على أن استمرارَ العدوان والحصار هو أكبر عنوان لـ”الفساد” في هذه المرحلة، وأن أولوية مواجهته يجب أن تبقى ثابتة لدى الجميع، وأن يكون هناك تعبئة مُستمرّة، خُصُوصاً في ظل الحرب الاقتصادية المتواصلة التي تهدف لتركيع الشعب اليمني.
هذه التنبيهاتُ تأتي أَيْـضاً في ظل حقيقة ثابتة جدّد قائدُ الثورة التأكيدَ عليها، وهي أن “الأعداء مُستمرّون في توجّـهاتهم العدوانية، وحملاتهم وتجهيزاتهم واضحة”، وهو ما يعني أن الهُدنة ليست حتى الآن سوى غطاء يستخدمه العدوّ لترتيب أوراقه ولملمة صفوفه، للتوجّـه نحو المزيد من التصعيد والاستهداف.
ووجّه قائدُ الثورة رسالةً مباشرةً لقوى العدوان في هذا الشأن بأن عليها “أن تدركَ بأنه لا فائدة من استمرار عدوانها وأنها لن تصل إلى تحقيق أهدافها”.
وكان قائدُ الثورة قد أكّـد في لقاءاتٍ سابقةٍ على أن تحالف العدوان مُستمرٌّ في نشاطاته العدائية ويعد العدة للتصعيد، وأشَارَ إلى أن الهُدنةَ ذات طبيعة مؤقتة، ولا تلبِّي متطلبات السلام الحقيقي الذي يضمنُ إنهاءَ العدوان والحصار والاحتلال.
ويأتي لقاءُ قائد الثورة بوجهاءِ وأبناء صنعاء ضمن سلسلةٍ لقاءات شملت عدةَ محافظات، وكان العنوان الأبرز فيها هو الحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية ومواصلة العمل على مواجهة العدوان والحصار وحل الإشكالات، لقطعِ الطريقِ أمام العدوّ الذي يحاول أن يستغل الهُدنة كفُرصةٍ لاختراق حالة المقاومة التي يعيشها أحرار البلد؛ مِن أجلِ تحقيق ما عجز عن تحقيقه خلال السنوات الماضية.